الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  8 (وقال ابن عباس: شرعة ومنهاجا سبيلا وسنة)

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  يعني عبد الله بن عباس فسر قوله تعالى شرعة ومنهاجا بالسبيل والسنة، وقال الجوهري: النهج الطريق الواضح، وكذا المنهاج والشرعة الشريعة، ومنه قوله تعالى: لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا والشريعة ما شرعه الله لعباده من الدين، وقد شرع لهم يشرع شرعا أي سن، فعلى هذا هو من باب اللف والنشر الغير المرتب، وفي بعض النسخ سنة وسبيلا فهو مرتب، وأخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة شرعة ومنهاجا، قال: الدين واحد والشريعة مختلفة.

                                                                                                                                                                                  وقال ابن إسحاق: قال بعضهم: الشرعة الدين والمنهاج الطريق، وقيل: هما جميعا الطريق، والطريق هنا الدين، ولكن اللفظ إذا اختلف أتى به بألفاظ يؤكد بها القصة.

                                                                                                                                                                                  وقال محمد بن يزيد: شرعة معناها ابتداء الطريق، والمنهاج الطريق المستمر.

                                                                                                                                                                                  وأثر ابن عباس هذا أخرجه الأزهري في تهذيبه عن ابن ماهك، عن حمزة، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن التميمي يعني أربدة، عن ابن عباس رضي الله عنهما به، فإن قلت: في الآيتين تعارض لأن الآية الأولى تقتضي اتحاد شرعة الأنبياء، والثانية تقتضي أن لكل نبي شرعة، قلت: لا تعارض; لأن الاتحاد في أصول الدين والتعدد في فروعه فعند اختلاف المحل لا يثبت التعارض.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية