الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        2321 - حدثنا ابن مرزوق ، قال : ثنا أبو الوليد ، قال : ثنا شعبة ، قال : ثنا عمرو بن مرة الكناني ، قال : سمعت خيثمة بن عبد الرحمن يقول : صليت إلى جنب ابن عمر رضي الله عنهما فرأى في الصف خللا ، فجعل يغمزني أن أتقدم إليه ، وجعلت إنما يمنعني أن أتقدم الضيق بمكاني ، إذا جلس أن أبعد منه ، فلما أن رأى ذلك تقدم هو .

                                                        والذي يتقدم من صف إلى صف على ما ذكرنا هو فيما بين الصفين في غير صف ، فلم يضره ذلك ، ولم يخرجه من الصلاة .

                                                        فلو كانت الصلاة لا تجوز إلا بقيام في صف ، لفسدت على هذا صلاته لما صار في غير صف ، وإن كان ذلك أقل القليل . كما أن من وقف على مكان نجس وهو يصلي أقل القليل ، أفسد ذلك عليه صلاته . فلما أجمعوا أنهم يأمرون هذا الرجل بالتقدم إلى ما خلا أمامه من الصف ، ولا يفسد عليه صلاته كونه فيما بين الصفين في غير صف ، دل ذلك على أن من صلى دون الصف ، أن صلاته مجزئة عنه . وقد روي عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم ركعوا دون الصف ، ثم مشوا إلى الصف ، واعتدوا بتلك الركعة التي ركعوها دون الصف .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية