الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        باب فيمن أوصى لأم ولده أو لزوجته بمال على ألا تتزوج

                                                                                                                                                                                        وقال ابن القاسم فيمن أوصى لأم ولده بدنانير على ألا تتزوج : فلا بأس به ، فإن تزوجت انتزعت منها ، وكذلك لو كانت حرة فأوصى لها زوجها بمال على ألا تتزوج فتزوجت فأجاز ذلك ، وإن كانت معاوضة فيها غرر; لأنها تأخذ المال ثم هي بالخيار بين ألا تتزوج ويبقى لها المال أو تتزوج فترد المال ، فهو تارة بيع وتارة سلف ، وقد تمسك نفسها عن الأزواج عشر سنين ثم تتزوج فيرد جميع المال ولا يحط عنها لوقوفها عن الأزواج تلك السنين شيء .

                                                                                                                                                                                        وقال في السليمانية في امرأة وضعت عن زوجها بعض صداقها على ألا يطلقها : فإن طلقها فلها ما وضعت ، لم يجز قال : لأنها اشترت شيئا لا يشترى مثله فإن شاء طلق وإن شاء أمسك وعليه أن يرد ما وضعت ، فمضى في هذه المسألة على الأصل في معاوضات الغرر ، فعلى قوله لا يجوز أيضا وصية أم الولد .

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية