الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة التاسعة : قوله : { ولا تقتلوا أنفسكم } : فيه ثلاثة أقوال : الأول : لا تقتلوا أهل ملتكم . الثاني : لا يقتل بعضكم بعضا . الثالث : لا تقتلوا أنفسكم بفعل ما نهيتم عنه ; قاله الطبري والأكثر من العلماء .

                                                                                                                                                                                                              وكلها صحيح وإن كان بعضها أقعد من بعض في الدين من اللفظ واستيفاء المعنى . والذي يصح عندي أن معناه : ولا تقتلوا أنفسكم بفعل ما نهيتم عنه ، فكل ذلك داخل تحته ، ولكن هاهنا دقيقة من النظر ; وهي أن هذا الذي اخترناه يستوفي المعنى ، ولكنه مجاز في لفظ القتل ، وعلى حمل الآية على صريح القتل يكون قوله : { أنفسكم } مجازا أيضا ، فإذا لم يكن بد من المجاز فمجاز يستوفي المعنى ويقوم بالكل أولى ; وهذا كقوله تعالى : { ولا تلمزوا أنفسكم } ، فتدبروه عليه .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية