الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                1093 حدثنا زهير بن حرب حدثنا إسمعيل بن إبراهيم عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمنعن أحدا منكم أذان بلال أو قال نداء بلال من سحوره فإنه يؤذن أو قال ينادي بليل ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم وقال ليس أن يقول هكذا وهكذا وصوب يده ورفعها حتى يقول هكذا وفرج بين إصبعيه وحدثنا ابن نمير حدثنا أبو خالد يعني الأحمر عن سليمان التيمي بهذا الإسناد غير أنه قال إن الفجر ليس الذي يقول هكذا وجمع أصابعه ثم نكسها إلى الأرض ولكن الذي يقول هكذا ووضع المسبحة على المسبحة ومد يديه وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا معتمر بن سليمان ح وحدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا جرير والمعتمر بن سليمان كلاهما عن سليمان التيمي بهذا الإسناد وانتهى حديث المعتمر عند قوله ينبه نائمكم ويرجع قائمكم وقال إسحق قال جرير في حديثه وليس أن يقول هكذا ولكن يقول هكذا يعني الفجر هو المعترض وليس بالمستطيل

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يمنعن أحدا منكم أذان بلال أو نداء بلال من سحوره فإنه يؤذن أو قال : ينادي ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم ) فلفظة ( قائمكم ) منصوبة مفعول ( يرجع ) قال الله تعالى : فإن رجعك الله ومعناه أنه إنما يؤذن بليل ليعلمكم بأن الفجر ليس ببعيد ، فيرد القائم المتهجد إلى راحته لينام غفوة ليصبح نشيطا ، أو يوتر إن لم يكن أوتر ، أو يتأهب للصبح إن احتاج إلى طهارة أخرى ، أو نحو ذلك من مصالحه المترتبة على علمه بقرب الصبح .

                                                                                                                وقوله صلى الله عليه وسلم : ( ويوقظ نائمكم ) أي ليتأهب للصبح أيضا بفعل ما أراد من تهجد قليل ، أو إيتار إن لم يكن أوتر ، أو سحور إن أراد الصوم ، أو اغتسال أو وضوء أو غير ذلك مما يحتاج إليه قبل الفجر .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم في صفة الفجر : ( ليس أن يقول هكذا وهكذا وصوب يده ورفعها حتى يقول هكذا وفرج بين إصبعيه ) وفي الرواية الأخرى : ( إن الفجر ليس الذي يقول هكذا وجمع أصابعه ثم نكسها إلى الأرض ولكن الذي يقول هكذا ووضع المسبحة على المسبحة ومد يده ) وفي الرواية الأخرى : ( هو المعترض وليس بالمستطيل ) وفي الرواية الأخرى : لا يغرنكم من سحوركم أذان بلال ولا بياض الأفق المستطيل هكذا حتى يستطير هكذا قال الراوي : يعني معترضا .

                                                                                                                في هذه الأحاديث بيان الفجر الذي يتعلق به الأحكام ، وهو الفجر الثاني الصادق ، ( والمستطير ) بالراء ، وقد سبق في ترجمة الباب بيان الفجرين . وفيها أيضا الإيضاح في البيان ، والإشارة لزيادة البيان في التعليم . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية