الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      2643 حدثنا الحسن بن علي وعثمان بن أبي شيبة المعنى قالا حدثنا يعلى بن عبيد عن الأعمش عن أبي ظبيان حدثنا أسامة بن زيد قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى الحرقات فنذروا بنا فهربوا فأدركنا رجلا فلما غشيناه قال لا إله إلا الله فضربناه حتى قتلناه فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم فقال من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة فقلت يا رسول الله إنما قالها مخافة السلاح قال أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم من أجل ذلك قالها أم لا من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة فما زال يقولها حتى وددت أني لم أسلم إلا يومئذ

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( إلى الحرقات ) : بضم الحاء وفتح الراء المهملتين ثم قاف اسم لقبائل من جهينة ( فنذروا ) : بكسر الذال المعجمة أي علموا وأحسوا ( من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة ) : أي من يعينك إذا جاءت تلك الكلمة بأن يمثلها الله في صورة رجل مخاصم ، أو [ ص: 244 ] من يخاصم لها من الملائكة ، أو من تلفظ بها ( مخافة السلاح ) : بالنصب أي لأجل خوفه ( من أجل ذلك ) : أي المخافة ، حتى وددت أني لم أسلم إلا يومئذ وإنما ود ذلك لأن الإسلام يحط ما فعل قبله .

                                                                      قال الخطابي : فيه من الفقه أن الرجل إذا تكلم بالشهادة وإن لم يصف الإيمان وجب الكف عنه والوقوف عن قتله ، سواء كان ذلك بعد القدرة عليه أو قبلها .

                                                                      وفي قوله هلا شققت عن قلبه دليل على أن الحكم إنما يجري على الظاهر وأن السرائر موكولة إلى الله تعالى انتهى .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه البخاري والنسائي .




                                                                      الخدمات العلمية