الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            [ ص: 306 ] 14119 وعن أبي طلحة قال : دخلت المسجد فعرفت في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجوع ، فخرجت حتى أتيت أم سليم - وهي أم أنس بن مالك - كانت تحت مالك بن أبي أنس فقلت : يا أم سليم ، إني عرفت في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجوع ، فهل عندك من شيء ؟ فقالت : عندي شيء ، وأشارت بكفها . فقلت لها : اصنعي وانعمي . فأرسلت أنسا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : ساره في أذنه وادعه . فلما أقبل أنس قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أرسلك أبوك يدعونا يا بني ؟ " . قال : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : " اذهبوا باسم الله " . قال : فأدبر أنس يشتد حتى أتى أبا طلحة فقال : هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أتاك في الناس . قال : فخرجت حتى لقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند الباب على مستراح الدرجة فقلت : يا رسول الله ، ماذا صنعت بنا ؟ إنما عرفت في وجهك الجوع فصنعنا لك شيئا تأكله . قال : " ادخل وأبشر " . قال : فأخذها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجمعها في الصحفة بيده ، ثم أصلحها فقال : " هل من ؟ " . كأنه يعني الأدم ، قال : فأتوه بعكتهم فيها شيء ، أو ليس فيها شيء . فقال بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده ، فأسكب منها السمن ثم قال : " أدخل علي عشرة عشرة " . فأكلوا كلهم فشبعوا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للفضل الذي فضل : " كلوا أنتم وعيالكم " . فأكلوا وشبعوا . رواه أبو يعلى والطبراني وزاد : وهم زهاء مائة . ورجالهما رجال الصحيح .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية