تَفْسِيرُ سُورَةِ الْكَوْثَرِ
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=30387_31056_29079nindex.php?page=tafseer&surano=108&ayano=1إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ nindex.php?page=treesubj&link=32861_34513_4054_29079nindex.php?page=tafseer&surano=108&ayano=2فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ nindex.php?page=treesubj&link=31788_32024_32358_29079nindex.php?page=tafseer&surano=108&ayano=3إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ
يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُمْتَنًّا عَلَيْهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=108&ayano=1إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ أَيِ: الْخَيْرَ الْكَثِيرَ، وَالْفَضْلَ الْغَزِيرَ، الَّذِي مِنْ جُمْلَتِهِ، مَا يُعْطِيهُ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مِنَ النَّهْرِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْكَوْثَرُ وَمِنَ الْحَوْضِ . طُولُهُ شَهْرٌ، وَعَرْضُهُ
[ ص: 1997 ] شَهْرٌ، مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ فِي كَثْرَتِهَا وَاسْتِنَارَتِهَا، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا.
وَلَمَّا ذَكَرَ مِنَّتَهُ عَلَيْهِ، أَمَرَهُ بِشُكْرِهَا فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=108&ayano=2فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ خَصَّ هَاتَيْنِ الْعِبَادَتَيْنِ بِالذِّكْرِ، لِأَنَّهُمَا
nindex.php?page=treesubj&link=24589أَفْضَلُ الْعِبَادَاتِ وَأَجَلُّ الْقُرُبَاتِ.
وَلِأَنَّ الصَّلَاةَ تَتَضَمَّنُ الْخُضُوعَ فِي الْقَلْبِ وَالْجَوَارِحِ لِلَّهِ، وَتَنَقُّلُهُ فِي أَنْوَاعِ الْعُبُودِيَّةِ، وَفِي النَّحْرِ تَقَرُّبٌ إِلَى اللَّهِ بِأَفْضَلِ مَا عِنْدَ الْعَبْدِ مِنَ النَّحَائِرِ، وَإِخْرَاجٌ لِلْمَالِ الَّذِي جُبِلَتِ النُّفُوسُ عَلَى مَحَبَّتِهِ وَالشُّحِّ بِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=108&ayano=3إِنَّ شَانِئَكَ أَيْ: مُبْغِضُكَ وَذَامُّكَ وَمُنْتَقِصُكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=108&ayano=3هُوَ الأَبْتَرُ أَيِ: الْمَقْطُوعُ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ، مَقْطُوعُ الْعَمَلِ، مَقْطُوعُ الذِّكْرِ.
وَأَمَّا
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهُوَ الْكَامِلُ حَقًّا، الَّذِي لَهُ الْكَمَالُ الْمُمْكِنُ لِلْمَخْلُوقِ، مِنْ رَفْعِ الذِّكْرِ، وَكَثْرَةِ الْأَنْصَارِ، وَالْأَتْبَاعِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.