الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر خلع الرجل أحد خفيه بعد المسح

                                                                                                                                                                              اختلف أهل العلم فيمن خلع أحد خفيه بعد المسح، فقال كثير من أهل العلم ينزع الأخرى، ويغسل قدميه، هذا قول سفيان، ومالك، والأوزاعي، وابن المبارك، وبه قال الشافعي، وأصحاب الرأي، والنعمان، وصاحباه، وقد ذكرت اختلاف قول الشافعي عما يجب على من خلع خفيه، وفيه قول ثان: وهو أن يغسل الذي نزع ويمسح على الذي لم ينزع، هذا قول الزهري، وأبي ثور .

                                                                                                                                                                              واعتل أبو ثور بأن هذين عضوين، لكل واحد منهما حكم في نفسه، وقد يكون بالرجل علة في إحدى رجليه، فيلبس خفا أو تكون جبائر على إحدى الرجلين، فيمسح على ذلك ويغسل الأخرى، كما أطلقوا [ ص: 115 ] له المسح على العليلة وغسل الصحيحة، دل على أن حكم كل واحدة غير حكم صاحبتها. وقال بعض أهل البصرة بمثل قول أبي ثور، واعتل بمثل علته .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية