الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر اختلاف أهل العلم في غسل المرفقين مع الذراعين

                                                                                                                                                                              قال الله عز وجل ( وأيديكم إلى المرافق ) فاختلف أهل العلم في وجوب غسل المرفقين مع الذراعين، فقالت طائفة: يجب غسلهما مع الذراعين، كذلك قال عطاء، والشافعي، وإسحاق، وحكى أشهب، عن مالك، أنه سئل عن قول الله تعالى: ( وأيديكم إلى المرافق ) أترى أن يخلف المرفقين في الوضوء؟ فقال: الذي أمر به أن يبلغ إلى المرفقين، فيذهب هذا فيغسل خلفه. وحكي عن زفر أنه قال: لا يجب غسل المرافق.

                                                                                                                                                                              وقال قائل: إذا اختلفوا في غسلهما لم يجب ذلك إلا بحجة، وقال: قال الله عز وجل ( وأيديكم إلى المرافق ) وقال: ( ثم أتموا الصيام إلى الليل ) فجعل الليل حد الصيام، كما جعل المرفقين حدا لموضع [ ص: 36 ] الغسل، وكان إسحاق يقول: قوله: إلى يحتمل معنيين: أحدهما: هذا، والآخر: أن يكون معنى "إلى" بمعنى "مع" كقوله ( ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم ) يقول: مع أموالكم، فكذلك معنى قوله ( إلى المرافق ) مع المرافق .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية