الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر تجديد أخذ الماء لمسح الرأس .

                                                                                                                                                                              377 - حدثنا محمد بن إسماعيل، نا يحيى بن أبي بكير، نا زائدة، عن خالد بن علقمة، عن عبد خير، قال: صلى علي الفجر ثم دخل الرحبة فدعا بوضوء، فغسل كفيه، ثم أدخل يده اليمنى في الإناء فغرف منه، فمضمض ثلاثا. وذكر الحديث، ثم أدخل يده اليمنى الإناء فأخرجها بما حملت من الماء، قال: فمسحها بيده اليسرى، ثم مسح رأسه بيديه مرة، وذكر الوضوء ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ هكذا، فمن أحب أن ينظر إلى وضوء النبي صلى الله عليه وسلم فهكذا كان يتوضأ . [ ص: 37 ]

                                                                                                                                                                              وممن رأى أن يأخذ لرأسه ماء: ابن عمر، وأنس، والحسن، وقال مالك: لا أحب أن يمسح رأسه بفضل ذراعيه.

                                                                                                                                                                              378 - حدثنا إسحاق، نا عبد الرزاق، أنا ابن جريج، عن نافع، أن ابن عمر، كان يجدد لرأسه ماء.

                                                                                                                                                                              379 - حدثنا إسماعيل، نا أبو بكر، نا إسحاق الأزرق، عن أيوب، عن أبي العلاء، عن قتادة، عن أنس، أنه كان يمسح على الرأس ثلاثا يأخذ لكل مسحة ماء جديدا .

                                                                                                                                                                              وقد اختلف أهل العلم في الرجل يمسح رأسه بما فضل في يده من بلل الماء عن فضل الذراع، فقالت طائفة: المسح به جائز، هذا قول الحسن، وعروة، ويجزئ ذلك عند الأوزاعي، ويشبه هذا قول مالك؛ لأنه قال: لا أحب ذلك.

                                                                                                                                                                              وقالت طائفة: لا يجزئ أن يمسح رأسه بفضل بلل ذراعيه؛ لأنه ماء مستعمل، هذا مذهب الشافعي، وهو يشبه مذهب أصحاب الرأي [ ص: 38 ]

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: والذي أحب أن يأخذ ماء جديدا، فإن لم يفعل ومسح رأسه بما في يده من فضل الماء الذي غسل به ذراعيه رجوت أن يجزئه.

                                                                                                                                                                              وقد روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب حديثا.

                                                                                                                                                                              380 - حدثنا إسماعيل بن قتيبة، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا وكيع، عن سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، حدثتني ربيع بنت معوذ، قالت: أتانا النبي صلى الله عليه وسلم فتوضأ ومسح رأسه بماء بقي من وضوئه.

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية