الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر المسح على الأذنين في مسح الرأس

                                                                                                                                                                              جاءت الأخبار، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه توضأ، فمسح بأذنيه ظاهرهما وباطنهما.

                                                                                                                                                                              390 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الربيع، أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح بأذنيه ظاهرهما وباطنهما. وقد اختلف أهل العلم في الأذنين، فقالت طائفة: الأذنان من الرأس، روينا هذا القول عن ابن عباس ، وابن عمر، وأبي موسى.

                                                                                                                                                                              391 - حدثنا محمد بن إسماعيل، نا سعيد بن منصور، نا إسماعيل بن إبراهيم ح (393) وحدثنا محمد بن إسماعيل، نا زهير، نا ابن علية، عن الجريري، عن أبي عائذ سيف السعدي ، وأثنى عليه خيرا، عن يزيد بن البراء بن عازب وكان أميرا بعمان، وكان كخير الأمراء قال: قال أبي: اجتمعوا فلأرينكم كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ، وكيف كان يصلي فإني لا أدري ما قدر صحبتي إياكم. قال: فجمع بنيه وأهله، ثم دعا بوضوء فمضمض واستنشق، وذكر الحديث ، قال: ومسح رأسه [ ص: 46 ] وأذنيه ظاهرهما وباطنهما.

                                                                                                                                                                              392 - حدثنا علي بن عبد العزيز ، نا حجاج، عن حماد، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس أنه قال: الأذنان من الرأس.

                                                                                                                                                                              393 - حدثنا علي بن الحسن، نا عبد الله، عن سفيان، عن سالم أبي النضر قال: سمعت سعيد بن مرجانة، يقول: سمعت ابن عمر يقول: الأذنان من الرأس.

                                                                                                                                                                              394 - حدثنا إسماعيل بن قتيبة، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا [ ص: 47 ] عبد الرحيم بن سليمان، عن أشعث، عن الحسن، عن أبي موسى الأشعري، قال: "الأذنان من الرأس" .

                                                                                                                                                                              وهذا قول عطاء، وسعيد بن المسيب ، والحسن، وعمر بن عبد العزيز، والنخعي، وابن سيرين ، وابن جويرية، وبه قال مالك، والثوري، وأحمد، وقتادة، والنعمان، وأصحابه.

                                                                                                                                                                              وقالت طائفة: هما من الوجه، هذا قول الزهري، واختلف فيه عن ابن عمر.

                                                                                                                                                                              395 - حدثنا إسحاق، أنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن نافع، أن ابن عمر، كان يدخل يديه في الوضوء، فيمسح بهما مسحة واحدة على اليافوخ فقط، ثم يدخل أصبعيه في الماء، ثم يدخلهما في أذنيه ، ثم يرد إبهاميه إلى خلف أذنيه.

                                                                                                                                                                              396 - حدثنا إسحاق، نا عبد الرزاق، عن ابن جريج قال: أخبرني [ ص: 48 ] نافع، أن ابن عمر، كان يغسل ظهور أذنيه وبطونهما إلا الصماخ مع الوجه مرة أو مرتين، ويدخل أصبعيه بعدما يمسح رأسه في الماء، ثم يدخلهما في الصماخ مرة، قال: فرأيته، وهو يموت، توضأ ثم أدخل أصبعيه في الماء، فجعل يريد أن يدخلهما في صماخه، ولا يهتديان، حتى أدخلت أنا أصبعي في الماء، فأدخلتهما في صماخه.

                                                                                                                                                                              وقالت طائفة: ما استقبل الوجه من الأذنين فهو من الوجه، تقول: يغسله، وظاهرهما من الرأس، هذا قول الشعبي، وروي عن ابن سيرين خلاف القول الأول: وهو أنه كان يغسل الأذنين مع الوجه، ويمسحهما مع الرأس وكان إسحاق يميل إلى هذا ويختاره.

                                                                                                                                                                              وفيه قول رابع: قاله الشافعي قال: ولو ترك مسح الأذنين لم يعد؛ لأنهما لو كانتا من الوجه غسلتا معه، أو من الرأس مسحتا معه، وإذا لم يكن هكذا فلم يذكرا في الفرض؟ وقال أبو ثور : ليستا من الوجه، ولا من الرأس، ولا شيء على من تركهما [ ص: 49 ]

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية