الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

مكارم الأخلاق ومعاليها ومحمود طرائقها

الخرائطي - محمد بن جعفر بن سهل السامري الخرائطي

681 - حدثنا أبو بكر محمد بن يوسف بن الطباع ، حدثنا عفان بن مسلم ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن ابن أبي حدرد ، عن أبيه ، " أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه وأبا قتادة ، ومحلم بن جثامة في سرية إلى أضم قال : فلقينا عامر بن الأضبط أو فلقيهم عامر بن الأضبط الأشجعي فحياهم بتحية الإسلام ، فكف أبو قتادة ، وأبو حدرد ، فحمل عليه محلم بن جثامة ، فقتله ، وسلبه بعيرا ومتيعا ووطيا فراش ، فلما قدموا ، أخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أقتلته بعد ما قال آمنت بالله ؟ فنزل القرآن : يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا .

682 - قال محمد بن إسحاق : فحدثني محمد بن جعفر ، قال : سمعت زياد بن سعد بن ضميرة الضمري ، يحدث ، عن عروة بن الزبير ، عن أبيه ، وجده ، قال : وقد كانا قد شهدا مع النبي صلى الله عليه وسلم حنينا قال : فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر ، فقام إلى ظل شجرة ، فقعد فيه ، وقام عيينة بن بدر يطلب بدم عامر بن الأضبط ، وهو يومئذ سيد قومه قيس ، وجاء الأقرع بن حابس يرد عن محلم بن جثامة ، وهو سيد خندف ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقوم عامر بن الأضبط الأشجعي : هل لكم أن تأخذوا خمسين بعيرا ، وخمسين إذا رجعتم إلى المدينة ؟ فقال عيينة بن بدر : لا والله لا أدعه حتى أذيق نساءه من الحزن مثل ما أذاق نسائي فقام إليه رجل من بني ليث يقال له ابن مكيتل وهو قصد من الرجال فقال : يا رسول الله ، [ ص: 227 ] ما أجد هذا في غرة الإسلام إلا كغنم وردت ، فرميت أولاها ؛ فنفرت أخراها ، اسنن اليوم ، وغير غدا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل لكم أن تأخذوا منها خمسين الآن ، وخمسين إذا رجعنا إلى المدينة ؟ فلم يزل حتى رضوا بالدية ، فقال قوم محلم : ائتوا به حتى يستغفر له رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل طوال ، ضرب اللحم في حلة ، قد تهيأ فيها للقتل ، فجلس بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم لا تغفر لمحلم يقولها ثلاثا ، فقام ، وإنه ليتلقى دموعه بطرف ثوبه ، فقال محلم : فزعم قوم أنه استغفر له " .

التالي السابق


الخدمات العلمية