الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
821 - 25 حدثنا إبراهيم بن محمد ، حدثنا أبو شيبة الرهاوي ، [ ص: 1321 ] حدثنا يحيى بن آدم ، عن أبي بكر بن عياش ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن الحارث بن حسان البكري ، أحد بني عامر بن ذهل - رضي الله عنه - ، قال : خرجت أريد النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فمررت بعجوز من بني تميم ، فاستحملتني إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فحملتها ، فلما قدمت المدينة دخلت المسجد ، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر ، وإذا بلال قائم وهو متقلد السيف ، وإذا رايات سود ، قلت : ما هذا ؟ قالوا : عمرو بن العاص قدم من غزوته . قال : فلما دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - استأذنت عليه ، فأذن لي ، فقلت : إن معي عجوزا من بني تميم استحملتني ، فحملتها فأذن لها ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هل كان بينكم وبين بني تميم شيء ؟ " قلت : نعم ، كانت لنا الدبرة عليهم ، قلت : إن رأيت يا رسول الله ، - صلى الله عليه [ ص: 1322 ] وسلم - أن تجعل الدهناء بيننا وبينهم فافعل ، قالت العجوز : فإلى من تضطرنا يا رسول الله مضر ؟ قلت : معزا حملت حتفا ، حملتك - أو جلبتك - لتكوني لي خصما ؟ فأعوذ بالله يا رسول الله ! أن أكون كوافد عاد ، قال : " وما وافد عاد ؟ " قلت : على الخبير سقطت ، إن عادا قحطوا ، فبعثوا رجلا منهم يقال له نعيم يستسقي لهم ، فأتى مكة فنزل على بكر بن معاوية ، فأقام عنده وغنته الجرادتان - جاريتا بكر بن معاوية - ، فأقام عنده .

ثم ذكر ، فقال : إن قومي بعثوا بي أستسقي لهم ، فقال له بكر : استسق لنا معك ، فخرج حتى أتى جبال مهرة فصعد ، فقال : اللهم ! إني لم آتك لمريض تداويه ، ولا لعان أفاديه ، فاسق عادا ما أنت ساقيه ، واسق بكر بن معاوية ، فجعل ترفع له السحابة ، ويقول [ ص: 1323 ] للسحابة : اذهبي أنت إلى فلان ، واذهبي أنت إلى بكر بن معاوية ، قال : فرفعت له سحابة سوداء ، فقال : هذه لآل عاد ، اذهبي إلى عاد ، فنودي منها : أن خذها رمادا رمددا ، لا تبقي من آل عاد أحدا ، فكانت هي التي أهلكت عادا .
[ ص: 1324 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية