الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
944 - 7 حدثنا المصاحفي ، حدثنا ابن البراء ، قال : حدثنا عبد المنعم ، عن أبيه ، عن وهب ، عن كعب ، - رحمه الله تعالى - قال : " إن الله - عز وجل - خلق الخلق ، ثم جزأه على عشرة أجزاء ، فجعل بني آدم جزءا ، والجن [ ص: 1432 ] تسعة أجزاء ، وبني آدم ، ويأجوج ومأجوج ، والجن جزءا ، والكروبيوين تسعة أجزاء ، وملائكة الشدة جزءا ، وملائكة العذاب تسعة أجزاء ، وبني آدم ويأجوجهم ومأجوجهم ، والجن والكروبيون وملائكة الشدة ، وملائكة العذاب ، وملائكة الغضب جزءا ، وملائكة الرحمة تسعة أجزاء ، وبنو آدم ، ويأجوجهم ومأجوجهم ، والجن والكروبيون ، وملائكة الشدة ، وملائكة العذاب ، وملائكة الغضب ، وملائكة الرحمة جزءا ، وخزان الجنة تسعة أجزاء ، وبني آدم ، والجن والكروبيون ، وملائكة الشدة ، وملائكة العذاب ، وملائكة الغضب ، وملائكة الرحمة ، وخزان الجنة جزءا ، والروح تسعة أجزاء ، ثم قرأ عليهم كعب : ( ويسألونك عن الروح ) ، وقرأ ( يوم يقوم الروح والملائكة صفا ) ، وقال : ( وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر ) ، أي حجة على الخلق كلهم " .

قال نوف : يا أبا إسحاق ! يقول الله - عز وجل - : ( وما يعلم جنود ربك إلا هو ) ، وقد حدثتنا بعدة جنوده ، فضحك كعب ، وقال : " ما هذا الذي ذكرت في جنوده ، هيهات ! ، فأين قوله : ( ويخلق ما لا تعلمون ) ، وقد خلق خلقا لا يعلمهم إلا هو فوق هذا الخلق الأعلى ، وخلق خلقا لا يعلمه إلا هو تحت هذا الخلق الأسفل ، [ ص: 1433 ] وخلق خلقا لا يعلمهم إلا هو ، في الهواء بين السماء ، وما لا نعلم أكثر وأكثر " .

وذكر وهب - رحمه الله تعالى - : " أن الله - عز وجل - يجمع يوم القيامة ، ولد آدم ، إنسهم وجنهم ، ويأجوجهم ومأجوجهم ، والجن والشياطين ، فيكونون بنو آدم ، وأهل السماء الدنيا كلهم جزءا واحدا ، ويكون أهل سماء الدنيا تسعة أجزاء ، ثم يضم أهل سماء الدنيا إلى أهل السماء الثانية ، وإلى أهل الأرض إنسها وجنها وشياطينها ، ويأجوجها ومأجوجها ، ثم يقيسهم بأهل الثانية بجميع ما فيها ، وأهل الأرض بجميعهم جزءا واحدا ، ويكون أهل سماء الثالثة تسعة أجزاء ، ثم على هذا الحساب حتى ينتهي ذلك إلى السماء السابعة ، فتبارك الذي أحصى عددهم ، وأسماءهم وأرزاقهم ، وأعمارهم وقوتهم ، وحياتهم ومنقلبهم ومثواهم " .

التالي السابق


الخدمات العلمية