الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
967 - 14 حدثنا الوليد بن أبان ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، قال : وقرأت على يحيى بن عبدك ، حدثنا المقرئ ، حدثنا عبد الرحمن بن زياد ، قال : حدثني سعد بن مسعود ، عن شيخين ، من شيوخ تجيب ، قالا : كنا بالإسكندرية ، فقلنا : لو انطلقنا إلى عقبة بن عامر ، فتحدثنا عنده ، فانطلقنا ، فوجدناه جالسا في ظل داره ، فأخبرنا الخبر ، فقال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " أنا عبد لا أعلم إلا ما علمني ربي " ، ثم قال : " اذهب ، فمن وجدت بالباب من أصحابي فأدخلهم " ، فلما رآهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال لهم : " إن شئتم ، أخبرتكم بما جئتم تسألوني عنه ، قبل أن تكلموا ، وإن شئتم تكلمتم ، فأخبرتكم بما جئتم تسألوني عنه " ، قالوا : بل أخبرنا . قال : " جئتم تسألوني عن ذي القرنين ، فسوف أخبركم كما تجدونه مكتوبا في كتبكم ، إن أول أمره كان غلاما من الروم ، أعطي ملكا ، فسار حتى أتى أرض مصر ، فابتنى عندها مدينة يقال لها " الإسكندرية " ، فلما فرغ من بنائها أتاه ملك ، فعرج به ، فقال : انظر ما تحتك ، فقال : أرى مدينتي ، وأرى معهما مدائن ، ثم عرج به ، فقال : انظر ما ترى ؟ فقال : أرى مدينتي ، قد اختلطت بالمدائن ، ثم زاد ، فقال : انظر ما ترى ؟ قال : أرى مدينتي وحدها لا أرى غيرها ، فقال له الملك : لك [ ص: 1469 ] تلك الأرض كلها ، وهذا السواد الذي ترى محيطا بنا البحر ، وإنما أراد الله - تبارك وتعالى - أن يريك الأرض ، وقد جعل لك سلطانا فيها ، فسر في الأرض ، فعلم الجاهل وثبت العالم ، فسار حتى بلغ مغرب الشمس ، ثم سار حتى بلغ مطلع الشمس ، ثم أتى السدين ، وهما جبلان لينان يزلق عليهما كل شيء ، فبنى السد ، ثم سار فوجد يأجوج ومأجوج يقاتلون قوما وجوههم كوجوه الكلاب ، ثم قطعهم ، فوجد أمة من الفراش ، يقاتلون القوم القصار ، ثم قطعها ، فوجد أمة من الحيات تلتقم الحية منها الصخرة العظيمة ، ثم أفضى إلى البحر المدير بالأرض ، " فقالوا : إنا نشهد أن أمره كان هكذا " . [ ص: 1470 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية