الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1112 - 32 حدثني أحمد بن حكيم ، عن يونس بن عبد الأعلى ، عن عبد الله بن وهب ، عن ابن زيد بن أسلم ، قال : رجلان من أشجع أتيا عروسا لهما حتى إذا كانا من ناحية إذا بامرأة ، فقالت : ما تريدون ؟ قالا عروسا لنا نجهزها ، قالت : إن لي بذلك علما بأمرها كله ، فإذا فرغتما فمرا علي ، فلما فرغا مرا عليها ، فقالت : إني متبعتكما ، فحملاها على أحد بعيريهما ، وجعلا يعتقبان حتى إذا أتوا كثبا من رمل ، قالت : إن لي حاجة ، فأناخا لها ، فانتظراها ساعة ، وأبطأت ، فذهب أحدهما في أثرها ، [ ص: 1672 ] فأبطأ ، فخرجت أنظرهما ، فإذا أنا بها على بطنه تأكل كبده ، فلما رأيت رجعت ، فركبت فأخذت الطريق ، وأسرعت فاعترضتني ، فقالت لقد أسرعت ، قال : رأيتك أبطأت ، قال : فرأتني أنقبض ، فقالت : ما لك ؟ قلت : إن بين أيدينا شيطانا ظالما جائرا ، قالت : أفلا أخبرك بدعاء إن أنت دعوت به عليه أهلكته ، وأخذ لك حقك منه ؟ قلت : ما هو ؟ قالت : قل : اللهم رب السماوات وما أظلت ، ورب الأرضين وما أقلت ، ورب الرياح وما ذرت ، ورب الشياطين وما أضلت ، أنت المنان ، بديع السماوات والأرض ، ذو الجلال والإكرام تأخذ للمظلوم من الظالم حقه ، خذ لي حقي من فلان ، فإنه ظلمني ، فقلت : رديها علي ، فجعلت تردد ، فقلتها ، وقلت : اللهم إنها ظلمتني ، وأكلت أخي ، فنزلت نار من السماء في سوأتها فشقتها اثنتين ، فوقعت شقة من هاهنا وشقة هاهنا ، هي السعلا من الجن الذين يأكلون لحوم الناس " .

التالي السابق


الخدمات العلمية