الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
395 - 11 وبإسناده عن وهب رحمه الله تعالى قال : " ثم يقول الله عز وجل : كن فيكون بحرا تحت الكرسي ، وهو البحر المسجور ، فذلك قوله تعالى : ( والطور وكتاب مسطور ) ( في رق منشور والبيت المعمور والسقف المرفوع والبحر المسجور ) : " أوله في علم الله تعالى وآخره في إرادة الله تعالى فيه ماء ثخين شبه ماء الرجل تمر الموجة خلف الموجة سبعين عاما لا تلحقها ، يمطر الله عز وجل منه على الخلق إذا أماتهم ، ثم إذا أراد أن يحييهم بين الرادفة والراجفة أربعين [ ص: 850 ] يوما ويأمر الله عز وجل الريح فتجمع رفاتا " ، فذلك قوله عز وجل : ( وقالوا أإذا كنا عظاما ورفاتا ) ، فيأمرها فتجمع الرميم ، فذلك قول الله عز وجل : ( قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة ) : " ويأمرها فتجمع الضالة " ، وذلك قول الله عز وجل : ( وقالوا أإذا ضللنا في الأرض أإنا لفي خلق جديد ) : " فيمطر عليهم من ذلك البحر المسجور فينبتون نبات الحبة في حميل السيل ينبتون وتجمع أرواح المؤمنين من الجنان ، وتجمع أرواح الكفار من النار فتكون أرواح المؤمنين توهج نورا ، والكفار ظلمة ، ثم يجمعون في الصور ، ثم يأمر الله عز وجل إسرافيل فينفخ فتدخل كل روح في جسدها بإذن ربها . قيل : يا رسول الله ، كل روح تعرف جسدها التي خرجت منه ؟ قال : " نعم " . ثم يأمر الله عز وجل جبريل أن يدخل يده تحت خمسة أرضين فيدخل [ ص: 851 ] يده فيقيمها من موضعها فيضعها على كفه ثم يحركها حتى تنشق فذلك قوله تعالى : ( يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير ) ، ثم ينفخ إسرافيل في الصور ويتبعه جبريل فينفضهم على الأرض الساهرة كما ينفض الجراب ( فإذا هم قيام ينظرون )

التالي السابق


الخدمات العلمية