الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
448 - 19 حدثنا الوليد ، حدثنا عمرو بن سعيد ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، حدثنا إبراهيم بن أبي بكر بن [ ص: 914 ] المنكدر ، قال : سمعت محمد بن المنكدر رحمه الله تعالى يقول : " كان إبراهيم الخليل عليه السلام من أغير الناس فكان لا تدخل داره ، فبينا هو يوما في داره إذ دخل عليه كهيئة الإنسان فقال له إبراهيم : من أدخلك داري ؟ قال : أدخلني ربها . قال : وهل لها رب غيري ؟ قال : فعرف حينئذ أنه ملك الموت ، فقال : يا إبراهيم ، إن ربي أرسلني إليك يقول : إن الخليل يحب لقاء خليله ، وأمرني أن أقبض نفسك بأيسر ما قبضت نفس مؤمن . قال : فإني أسألك بحق الذي أرسلك أن تراجعه لي . فصعد ملك الموت حتى وقف من الله تعالى الموقف الذي كان يقفه فقال : إن خليلك سألني أن أراجعك فيه . فقال : ائته ، وقل له إن ربك يقول : إن الخليل يحب أن يلقى خليله ، وأمرني أن أقبض نفسك بأيسر ما قبضت نفس مؤمن . قال : وهكذا تأتي إلى كل من تريد أن تقبض نفسه ؟ قال : لا . قال : فأرني صورتك التي تأتي بها الكافر . قال : فغمض عينيك ، ثم قال : افتح ، ففتح فإذا هو بأقبح الناس صورة وأنتنه ريحا ، فقال : ارجع إلى صورتك الأولى فقال : غمض عينيك . فغمض ، ثم قال : افتح . ففتح ، فإذا هو في صورته الأولى ، فقال له إبراهيم عليه السلام : امض لما أمرت له . قال : يا إبراهيم ، هل شربت شرابا قط ؟ قال : ما شربت شرابا قط [ ص: 915 ] . فاستنكهه فقبض نفسه على ذلك " . [ ص: 916 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية