الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
475 - 46 قال أبو الطيب أحمد بن روح : وحدثني أحمد بن خالد ، عن محمد بن سلمة الحراني ، عن خصيف ، عن عكرمة ، عن كعب رحمه الله تعالى قال : " إن في بعض الكتب السالفة من كتب شيث بن آدم ، أن آدم قال : يا رب ، أرني الموت حتى أنظر إليه ، فأوحى الله عز وجل : يا آدم للموت صفات لا تقوى تنظر إليها لعظيم هولها ، وإني أنزل عليك أحسن صفاته لتنظر إليه ، فأوحى الله عز وجل إلى ملك الموت عليه السلام [ ص: 943 ] أن اهبط على آدم في صورتك التي تأتي الأنبياء ، والمصطفين الأخيار ، فأوحى الله عز وجل إلى جبريل وإسرافيل ، وملك الموت عليهم السلام أن اهبطوا على آدم ، وهو جالس بين الجبال ، وقد هبط عليه الموت في صورة كبش أملح قد نشر من أجنحته أربعة أجنحة ، جناح في الثرى ، وجناح قد جاوز السماوات ، وجناح بالمشرق ، وجناح بالمغرب له صدر أبيض وأحمر ، وأصفر وأخضر وأسود ، وإذا الدنيا بحذافيرها وجبالها وغياضها وبحارها ، وإنسها وجنها ، وطيرها وهوامها ، والخافقين وما حوله ، والثرى وما حوله إلى المنتهى الذي علمه عند الله تعالى في نقرة صدره كالخردلة الملقاة في أرض فلاة ، وله أعين لا يفتحها إلا في موضعها ، وأجنحة لا ينشرها إلا في موضعها ، وأجنحة لا ينشرها إلا للأنبياء والمرسلين عليهم السلام ، وأجنحة لا ينشرها إلا في موضعها ، فأما أجنحة الأولياء وأهل طاعة الله فإنها البشرى الذين يبشرون بها في الحياة الدنيا ، وأما أجنحة الكفار ، فإنها سفافيد ومقاريض وكلاليب ، فلما نظر آدم صلى الله عليه وسلم إلى ملك [ ص: 944 ] الموت عليه السلام صعق ، وخر مغشيا عليه ، فأفاق بعد سبعة أيام يرشح عرقا كان في مجاري عروقه الزعفران ، فقال آدم عليه السلام : يا رب ، ما أشد هذا وأهوله ، وهكذا تذوق ذريتي الموت . فأوحى الله عز وجل إليه : أعظم شأن ذريتك ، إنما يذوقون الموت على قدر أعمالهم ونوائبهم " . [ ص: 947 ] [ ص: 946 ] [ ص: 945 ] [ ص: 948 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية