الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
3- حدود الخبرة ودوائرها

قلنا: إن الخبرة المربية تقسم إلى أنواع ثلاثة: الخبرات الكونية، والخبرات الاجتماعية، والخبرات الدينية.

ونضيف هـنا كل نوع من هـذه الأنواع الثلاثة، يضم في داخله دوائر بعضها أوسع من بعض. فمثلا تبدأ الخبرة الكونية بدائرة الحي، ثم تتلوها دائرة القرية، ثم دائرة الإقليم، ثم دائرة القطر، ثم دائرة الكرة الأرضية، ثم تخرج خارج الكرة الأرضية في دوائر آفاق الكون المتتالية.

ومثلها الخبرة الاجتماعية التي تبدأ بدائرة الأسرة، ثم خبرة الجماعة المحلية، ثم دائرة مجتمع القرية، ثم دائرة مجتمع المدينة، ثم دائرة خبرات القطر، أو الأمة، ثم دائرة خبرات الأمم الأخرى.

ولكل من – الخبرات الثلاث الرئيسية – بعدان: بعد أفقي ميدانه الحاضر، وبعد رأسي ميدانه تاريخ الخبرة، ابتداء من نشأتها، ومرورا بتطوراتها، حتى حاضرها، ثم داخل مستقبلها المنظور.

ولا بد أن تكتمل في كل دائرة جميع شروط الخبرة المربية، أي أن تكون عملا وأثرا. والأفراد في خبراتهم في الدوائر المذكورة، فبعضهم يقف في الدوائر الأولى، وبعضهم يخطو في الدوائر ذات السعة الأوسع، طبقا للأنظمة [ ص: 96 ] والمؤسسات التربوية، التي تتولى تنشئتهم وتوجيههم في هـذا المجال.. وكلما اتسعت دائرة الخبرة، استنار الفرد، وأصبح محيطا بالظواهر الكونية، والاجتماعية، والدينية، وقادرا على رؤية البدائل المختلفة.. وكلما ضاقت دائرة الخبرة المربية، أصبح الفرد ضيق الأفق، عاجزا عن التفكير ورؤية البدائل.

التالي السابق


الخدمات العلمية