الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( وأول وقت العشاء إذا غاب الشفق ، وآخر وقتها ما لم يطلع الفجر الثاني ) لقوله عليه الصلاة والسلام { وآخر وقت العشاء حين يطلع الفجر } .

[ ص: 223 ] وهو حجة على الشافعي رحمه الله في تقديره بذهاب ثلث الليل .

التالي السابق


وأما الحديث الذي ذكره في آخر وقت العشاء أنه ما لم يطلع الفجر فقيل لم يوجد في شيء من أحاديث المواقيت ذلك ، وملخص كلام الطحاوي أنه يظهر من مجموع الأحاديث أن آخر وقت العشاء حين يطلع الفجر ، وذلك أن ابن عباس وأبا موسى والخدري رضي الله عنهم رووا { أنه صلى الله عليه وسلم أخرها إلى ثلث الليل } ، وروى أبو هريرة وأنس أنه أخرها حتى انتصف الليل ، وروى ابن عمر أنه أخرها حتى ذهب ثلثا الليل .

وروت عائشة رضي الله عنها { أنه أعتم بها حتى ذهب عامة الليل } ، وكلها في الصحيح .

قال فثبت أن الليل كله وقت لها ، ولكنه على أوقات ثلاثة ، إلى الثلث أفضل ، وإلى النصف دونه ، وما بعده دونه ، ثم ساق بسنده إلى نافع بن جبير قال : كتب عمر رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري : وصل العشاء أي الليل شئت ولا تغفلها .

ولمسلم في قصة التعريس عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { ليس في النوم تفريط ، إنما التفريط أن تؤخر صلاة حتى يدخل وقت الأخرى } ، فدل على بقاء وقت كل صلاة إلى أن يدخل وقت الأخرى ، ودخول الصبح بطلوع الفجر . فأما الحديث الذي ذكره في الوتر فهو ما أخرج أبو داود والترمذي وابن ماجه من حديث { خارجة بن حذافة قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم وهي الوتر ، [ ص: 224 ] فجعلها لكم فيما بين العشاء إلى طلوع الفجر } وسيأتي تمام ما تيسر فيه في باب الوتر ولا حول ولا قوة إلا بالله .

وفي بعض طرق الحديث فيما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر ، وهو دليلهما على أن أول وقته بعد صلاة العشاء .




الخدمات العلمية