الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (281) قوله تعالى: ترجعون فيه : هذه الجملة في محل نصب صفة للظرف. وقرأ أبو عمرو: "ترجعون" بفتح التاء مبنيا للفاعل، والباقون مبنيا للمفعول. وقرأ الحسن: "يرجعون" بياء الغيبة على الالتفات. قال ابن جني: "كأن الله تعالى رفق بالمؤمنين عن أن يواجههم بذكر الرجعة إذ هي مما تتفطر لها القلوب فقال لهم: "واتقوا" ثم رجع في ذكر الرجعة إلى الغيبة فقال: "يرجعون".

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 650 ] قوله: "وهم لا يظلمون" جملة حالية من "كل نفس" وجمع اعتبارا بالمعنى، وأعاد الضمير عليها أولا مفردا في "كسبت" اعتبارا باللفظ، وقدم اعتبار اللفظ، لأنه الأصل، ولأن اعتبار المعنى وقع رأس فاصلة فكان تأخيره أحسن.

                                                                                                                                                                                                                                      قال أبو البقاء: "ويجوز أن يكون حالا من الضمير في: "يرجعون" على القراءة بالياء، ويجوز أن يكون حالا منه أيضا على القراءة بالتاء، على أنه خروج من الخطاب إلى الغيبة كقوله تعالى: "حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم"، ولا ضرورة تدعو إلى ما ذكر.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية