الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون

                                                                                                                                                                                                إن الذين تدعون من دون الله أي : تعبدونهم وتسمونهم آلهة من دون الله عباد أمثالكم ، وقوله : عباد أمثالكم : استهزاء بهم ، أي : قصارى أمرهم أن يكونوا أحياء [ ص: 544 ] عقلاء ، فإن ثبت ذلك ، فهم عباد أمثالكم ، لا تفاضل بينكم ، ثم أبطل أن يكونوا عبادا أمثالهم فقال : ألهم أرجل يمشون بها وقيل : عباد أمثالكم مملوكون أمثالكم ، وقرأ سعيد بن جبير : "إن الذين تدعون من دون الله عبادا أمثالكم" بتخفيف "إن" ، ونصب "عبادا أمثالكم" ، والمعنى : ما الذين تدعون من دون الله عبادا أمثالكم ، على إعمال "إن" النافية عمل "ما" : الحجازية : قل ادعوا شركاءكم : واستعينوا بهم في عداوتي ثم كيدون : جميعا أنتم وشركاؤكم فلا تنظرون : فإني لا أبالي بكم ، ولا يقول هذا إلا واثق بعصمة الله ، وكانوا قد خوفوه آلهتهم فأمر أن يخاطبهم بذلك ، كما قال قوم هود له : إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال لهم : إني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون [هود : 54-55] .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية