الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين

                                                                                                                                                                                                                                      10 - قالت رسلهم أفي الله شك أدخلت همزة الإنكار على الظرف ؛ لأن الكلام ليس في الشك إنما هو في المشكوك فيه وأنه لا يحتمل الشك لظهور الأدلة وهو جواب قولهم وإنا لفي شك فاطر السماوات والأرض [ ص: 165 ] يدعوكم إلى الإيمان ليغفر لكم من ذنوبكم إذا آمنتم ولم تجئ مع "من" إلا في خطاب الكافرين كقوله واتقوه وأطيعون يغفر لكم من ذنوبكم يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم وقال في خطاب المؤمنين: هل أدلكم على تجارة إلى أن قال يغفر لكم ذنوبكم وغير ذلك مما يعرف بالاستقراء وكان ذلك للتفرقة بين الخطابين ولئلا يسوي بين الفريقين في الميعاد ويؤخركم إلى أجل مسمى إلى وقت قد سماه وبين مقداره قالوا أي القوم إن أنتم ما أنتم إلا بشر مثلنا لا فضل بيننا وبينكم ولا فضل لكم علينا فلم تخصون بالنبوة دوننا؟ تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا يعني: الأصنام فأتونا بسلطان مبين بحجة بينة وقد جاءتهم رسلهم بالبينات وإنما أرادوا بالسلطان المبين آية قد اقترحوها تعنتا ولجاجا

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية