الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        1888 1893 - مالك ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ; أنه قال : قال عبد الله بن الأرقم : ادللني على بعير من المطايا أستحمل عليه أمير المؤمنين ، فقلت : نعم جملا من الصدقة ، فقال عبد الله بن الأرقم : أتحب أن رجلا بادنا في يوم حار غسل لك ما تحت إزاره ورفغيه ثم أعطاكه فشربته ؟ قال [ ص: 432 ] فغضبت وقلت : يغفر الله لك ، أتقول لي مثل هذا ؟ فقال عبد الله بن الأرقم : إنما الصدقة أوساخ الناس . يغسلونها عنهم .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        41763 - وخرج قوله : أوساخ الناس مخرج المثل السائر المضروب في كراهة الصدقة لمن وجد عنها غنى .

                                                                                                                        41764 - ومعناه يقتضي وجهين ، يعضدها الأصول : أحدهما : أن الأوساخ التي ضرب بها المثل هي على الغني حرام ; لأن الكلام خرج على الصدقة المفروضة ، وهي لا تحل للأغنياء . والوجه الآخر : أن الصدقة كلها مكروهة لكل من يجد عنها بدا بقوته على الاكتساب ، والتخوف في طلب الرزق . وإن كان فقيرا ، فقد أوضحنا المعنى الذي يحرم الصدقة على السائل ، فيما تقدم .

                                                                                                                        41765 - قال أبو عمر : وفي هذا عندي حجة لمن قال في الماء المستعمل : إنه ماء الذنوب كراهة له ; لأنها تنجسه .




                                                                                                                        الخدمات العلمية