الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 249 ] والمحبة أنواع متعددة : فأفضلها وأجلها : المحبة في الله ولله ، وهي تستلزم محبة ما أحب الله ، وتستلزم محبة الله ورسوله .

ومنها محبة الاتفاق في طريقة ، أو دين ، أو مذهب ، أو نحلة أو قرابة ، أو صناعة ، أو مراد ما .

ومنها : محبة لنيل غرض من المحبوب ، إما من جاهه أو من ماله أو من تعليمه وإرشاده ، أو قضاء وطر منه ، وهذه هي المحبة العرضية التي تزول بزوال موجبها ، فإن من ودك لأمر ، ولى عنك عند انقضائه .

وأما محبة المشاكلة والمناسبة التي بين المحب والمحبوب ، فمحبة لازمة لا تزول إلا لعارض يزيلها ، ومحبة العشق من هذا النوع ، فإنها استحسان روحاني ، وامتزاج نفساني ، ولا يعرض في شيء من أنواع المحبة من الوسواس والنحول ، وشغل البال ، والتلف ما يعرض من العشق .

التالي السابق


الخدمات العلمية