الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                قل إنما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين

                                                                                                                                                                                                قرئ : ولا يسمع الصم ، "ولا تسمع الصم " : بالتاء والياء ، أي : لا تسمع أنت الصم ، ولا يسمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا : يسمع الصم ، من أسمع .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : الصم لا يسمعون دعاء المبشر كما لا يسمعون دعاء المنذر ، فكيف قيل : إذا ما ينذرون ؟

                                                                                                                                                                                                قلت : اللام في الصم إشارة إلى هؤلاء المنذرين ، كائنة للعهد لا للجنس ، والأصل : ولا يسمعون إذا ما ينذرون ، فوضع الظاهر موضع المضمر ؛ للدلالة على تصامهم وسدهم [ ص: 148 ] أسماعهم إذا أنذروا ، أي : هم على هذه الصفة من الجراءة والجسارة على التصام من آيات الإنذار ، ولئن مستهم : من هذا الذي ينذرون به أدنى شيء ، لأذعنوا وذلوا ، وأقروا بأنهم ظلموا أنفسهم حين تصاموا وأعرضوا ، وفي المس والنفحة ثلاث مبالغات ؛ لأن النفح في معنى القلة والنزارة ، يقال : نفحته الدابة وهو رمح يسير ، ونفحه بعطية : رضخه ، ولبناء المرة .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية