الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (263) قوله تعالى: قول معروف : فيه ثلاثة أوجه، أحدها: أنه مبتدأ وساغ الابتداء بالنكرة لوصفها وللعطف عليها. و "مغفرة" عطف عليه، وسوغ الابتداء بها العطف أو الصفة المقدرة، إذ التقدير: ومغفرة من السائل أو من الله. و "خير" خبر عنهما. [وقال أبو البقاء في هذا الوجه: "والتقدير: وسبب مغفرة]، لأن المغفرة من الله تعالى، فلا تفاضل بينها وبين فعل العبد، ويجوز أن تكون المغفرة مجاوزة المزكي واحتماله للفقير، فلا يكون فيه حذف مضاف".

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 585 ] والثاني: أن "قول معروف" مبتدأ وخبره محذوف أي: أمثل أو أولى بكم، و "مغفرة" مبتدأ، و "خير" خبرها، فهما جملتان، ذكره المهدوي وغيره. قال ابن عطية: "وهذا ذهاب برونق المعنى". والثالث: أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره: المأمور به قول معروف.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "يتبعها أذى" في محل جر صفة لصدقة، ولم يعد ذكر المن فيقول: يتبعها من وأذى، لأن الأذى يشمل المن وغيره، وإنما ذكر بالتنصيص في قوله: "لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى" لكثرة وقوعه من المتصدقين وعسر تحفظهم منه، ولذلك قدم على الأذى.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية