الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                  صفحة جزء
                                                  [ ص: 375 ] 5799 حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال : حدثنا أحمد بن مصرف بن عمرو اليامي قال : حدثنا أحمد بن القاسم النخعي قال : حدثنا سليم ، مولى الشعبي ، عن الشعبي ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، عن أبي هريرة قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم ، قاعدا بعد المغرب ، ومعه أصحابه ، إذ مرت به رفقة يسيرون ، سائقهم يقرأ ، وقائدهم يحدو ، فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قام يهرول بغير رداء ، فقالوا : يا رسول الله نكفيك ، فقال : دعوني أبلغهم ما أوحي إلي في أمرهم ، فلحقهم فقال : أين تريدون في هذه الساعة ؟ ، قالوا : نريد اليمن . قال : فما سيركم بهذه الساعة ؟ فإن لله في السماء سلطانا عظيما يوجهه إلى الأرض ، فلا تسيروا ، ولا خطوة إلا ما يجد الرجل في بطنه ، ومثانته من البول الذي لا يجد منه بدا ، ثم ولا خطوة ، وأما أنت يا سائق القوم ، فعليك ببعض كلام العرب من رجزها ، وإذا كنت راكبا فاقرأ ، وعليكم بالدلجة ، فإن لله عز وجل ملائكة موكلين ، يطوون الأرض للمسافر كما تطوى القراطيس ، وبعد الصبح يحمد القوم السرى ، ولا يصحبنكم شاعر ، ولا كاهن ، ولا يصحبنكم ضالة ، ولا تردوا سائلا إن أردتم الربح ، والسلامة ، وحسن الصحابة ، فعجب لي ، كيف أنام حين تنام [ ص: 376 ] العيون كلها ، فإن الله عز وجل ، ورسوله ينهاكم من المسير في هذه الساعة

                                                  لم يرو هذا الحديث عن سليم مولى الشعبي إلا أحمد بن القاسم النخعي ، تفرد به أحمد بن مصرف بن عمرو .

                                                  التالي السابق


                                                  الخدمات العلمية