الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  8096 - حدثنا علي بن سعيد الرازي ، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة المروزي ، ثنا ابن الحسن بن شفيق ، ثنا الحسين بن واقد ، حدثني أبو غالب ، عن أبي أمامة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنسائه : " لا تبكوا هذا الصبي " - يعني حسينا - قال : وكان يوم أم سلمة ، فنزل جبريل عليه السلام ، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الداخل ، وقال لأم سلمة : " لا تدعي أحدا يدخل علي " فجاء الحسين - رضي الله عنه - فلما نظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في البيت أراد أن يدخل ، فأخذته أم سلمة ، فاحتضنته وجعلت تناغيه وتسكنه ، فلما اشتد في البكاء خلت عنه ، فدخل حتى جلس في حجر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال جبريل - صلى الله عليه وسلم - : إن أمتك ستقتل ابنك هذا ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " يقتلونه وهم مؤمنون بي ؟ " قال : نعم ، يقتلونه ، فتناول جبريل تربة ، فقال بمكان كذا وكذا ، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد احتضن حسينا كاسف البال ، مهموما ، فظنت أم سلمة أنه غضب من دخول الصبي عليه فقالت : يا نبي الله ، جعلت لك الفداء ، إنك قلت لنا لا تبكوا هذا الصبي ، وأمرتني أن لا أدع يدخل عليك ، فجاء فخليت عنه ، فلم يرد عليها ، فخرج إلى أصحابه وهم جلوس ، فقال لهم : " إن أمتي يقتلون هذا " . وفي القوم أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - وكانا [ ص: 286 ] أجرأ القوم عليه ، فقالا : يا نبي الله يقتلونه وهم مؤمنون ؟ قال : " نعم ، وهذه تربته " وأراهم إياها .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية