الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ، وأبو داود، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون في وجوههم وصدورهم، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ليلة أسري بي مررت بناس تقرض شفاههم بمقاريض من نار، كلما قرضت عادت فقلت : من [ ص: 200 ] هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رأيت ليلة أسري بي رجلا يسبح في نهر يلقم الحجارة، فقلت : من هذا؟ فقيل لي : هذا آكل الربا" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الترمذي ، والبزار ، والحاكم وصححه، وابن مردويه ، وأبو نعيم في "الدلائل"، عن بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما كان ليلة أسري بي، أتى جبريل الصخرة التي ببيت المقدس، فوضع إصبعه فيها فخرقها، فشد بها البراق" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني ، وابن مردويه ، عن صهيب بن سنان قال : لما عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به الماء، ثم الخمر، ثم اللبن، أخذ اللبن، فقال له جبريل : أصبت، أخذت الفطرة، وبه غذيت كل دابة، ولو أخذت الخمر غويت وغوت أمتك وكنت من أهل هذه، وأشار إلى الوادي الذي يقال له : [ ص: 201 ] وادي جهنم . فنظر إليه فإذا هو نار تلتهب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ، وابن مردويه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إني ليلة أسري بي وضعت قدمي حيث توضع أقدام الأنبياء من بيت المقدس، وعرض علي عيسى، فإذا أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود، وعرض علي موسى، فإذا رجل جعد ضرب من الرجال، وعرض علي إبراهيم، فإذا أقرب الناس به شبها صاحبكم" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البخاري ، ومسلم ، وابن جرير ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "حين أسري بي لقيت موسى - فنعته - فإذا هو رجل مضطرب، رجل الرأس، كأنه من رجال شنوءة، ولقيت عيسى - فنعته - ربعة أحمر، كأنما خرج من ديماس، ورأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به، وأتيت بإناءين؛ في أحدهما لبن وفي الآخر خمر، قيل لي : خذ أيهما شئت . فأخذت اللبن فشربته، [ ص: 202 ] فقيل لي : هديت الفطرة، أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج مسلم، والنسائي ، وابن مردويه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي، فسألوني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها، فكربت كربا ما كربت مثله قط، فرفعه الله لي أنظر إليه، ما سألوني عن شيء إلا أنبأتهم به، وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، وإذا موسى قائم، وإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى قائم يصلي، أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم قائم يصلي، أشبه الناس به صاحبكم - يعني نفسه - فحانت الصلاة فأممتهم، فلما فرغت قال قائل : يا محمد، هذا مالك صاحب النار، فالتفت إليه فبدأني بالسلام" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن عمر قال : لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم رأى مالكا خازن النار، فإذا رجل عابس يعرف الغضب في وجهه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد عن عبيد بن آدم، أن عمر بن الخطاب كان بالجابية، فذكر فتح بيت المقدس، فقال لكعب : أين ترى أن أصلي؟ قال : خلف الصخرة . قال : لا . ولكن أصلي حيث صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فتقدم إلى القبلة فصلى .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 203 ] وأخرج أحمد ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في "الدلائل"، والضياء في "المختارة"، بسند صحيح، عن ابن عباس قال : ليلة أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم دخل الجنة، فسمع في جانبها وجسا، فقال : "يا جبريل ما هذا؟" . فقال : هذا بلال المؤذن . فقال النبي حين جاء إلى الناس : "قد أفلح بلال، رأيت له كذا وكذا" . فلقيه موسى فرحب به وقال : مرحبا بالنبي الأمي . قال : "وهو رجل آدم طويل سبط شعره، مع أذنيه أو فوقهما" . فقال : من هذا يا جبريل ؟" . قال : هذا موسى عليه السلام . فمضى، فلقيه رجل فرحب به، قال : "من هذا؟" . قال : هذا عيسى . فمضى، فلقيه شيخ جليل مهيب، فرحب به وسلم عليه، وكلهم يسلم عليه، قال : "من هذا يا جبريل ؟" قال : هذا أبوك إبراهيم . قال : ونظر في النار، فإذا قوم يأكلون الجيف، قال : "من هؤلاء يا جبريل ؟" . قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس . ورأى رجلا أحمر أزرق جدا، قال : من هذا يا جبريل ؟" . قال : هذا عاقر الناقة . فلما أتى النبي صلى الله عليه وسلم المسجد الأقصى، قام يصلي، ثم التفت فإذا النبيون أجمعون يصلون معه، فلما انصرف جيء بقدحين؛ أحدهما عن اليمين، والآخر عن الشمال، في أحدهما لبن، وفي الآخر عسل، فأخذ اللبن فشرب منه، فقال الذي كان معه القدح : أصبت الفطرة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 204 ] وأخرج أحمد ، وأبو يعلى ، وابن مردويه ، وأبو نعيم ، عن ابن عباس قال : أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس، ثم جاء من ليلته فحدثهم بمسيره، وبعلامة بيت المقدس، وبعيرهم، فقال ناس : نحن لا نصدق محمدا بما يقول . فارتدوا كفارا، فضرب الله رقابهم مع أبي جهل، وقال أبو جهل : يخوفنا محمد بشجرة الزقوم، هاتوا تمرا وزبدا فتزقموا . ورأى الدجال في صورته، رؤيا عين ليس رؤيا منام، وعيسى وموسى وإبراهيم، فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال؟ فقال : "رأيته فيلمانيا أقمر هجانا، إحدى عينيه قائمة كأنها كوكب دري، كأن شعره أغصان شجرة، ورأيت عيسى شابا أبيض، جعد الرأس، حديد البصر، مبطن الخلق، ورأيت موسى أسحم آدم، كثير الشعر، شديد الخلق، ونظرت إلى إبراهيم فلا أنظر إلى إرب منه إلا نظرت إليه مني حتى كأنه صاحبكم، قال جبريل : سلم على أبيك . فسلمت عليه" .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 205 ] وأخرج البخاري ، ومسلم ، والطبراني ، وابن مردويه ، من طريق قتادة ، عن أبي العالية، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "رأيت ليلة أسري بي موسى بن عمران، رجلا طوالا جعدا، كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى ابن مريم مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض، سبط الرأس، ورأيت مالكا خازن جهنم، والدجال" . في آيات أراهن الله . قال : فلا تكن في مرية من لقائه [السجدة : 23] . فكان قتادة يفسرها أن النبي صلى الله عليه وسلم قد لقي موسى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وأحمد ، وابن أبي شيبة ، وابن ماجه ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والحاكم وصححه، وابن مردويه ، والبيهقي في "البعث والنشور"، عن ابن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لقيت ليلة أسري بي إبراهيم وموسى وعيسى، فتذاكروا أمر الساعة، فردوا أمرهم إلى إبراهيم، فقال : لا علم لي بها . فردوا أمرهم إلى موسى، فقال : لا علم لي بها . فردوا أمرهم إلى عيسى، فقال : أما وجبتها، فلا يعلم بها أحد إلا الله، وفيما عهد إلي ربي أن الدجال خارج، ومعي قضيبان، فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص، فيهلكه الله إذا رآني، حتى إن الحجر والشجر يقول : يا مسلم، إن تحتي كافرا، فتعال فاقتله . فيهلكهم الله، ثم يرجع الناس إلى بلادهم وأوطانهم، فعند ذلك يخرج يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون، فيطئون بلادهم، لا يأتون على شيء إلا أهلكوه، لا يمرون على ماء إلا شربوه، ثم يرجع الناس إلي، فيشكونهم، [ ص: 206 ] فأدعو الله تعالى عليهم، فيهلكهم ويميتهم، حتى تجيف الأرض من نتن ريحهم، فينزل الله المطر، فيجترف أجسادهم حتى يقذفهم في البحر، ففيما عهد إلي ربي أن ذلك إن كان كذلك، أن الساعة كالحامل المتم، لا يدري أهلها متى تفجؤهم بولادها، ليلا أو نهارا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، والترمذي وصححه، والنسائي ، وابن جرير ، والحاكم وصححه، وابن مردويه ، والبيهقي في "الدلائل"، عن حذيفة، أنه حدث عن ليلة أسري بمحمد صلى الله عليه وسلم فقال : ما زايل البراق حتى فتحت له أبواب السماوات، فرأى الجنة والنار، ووعد الآخرة أجمع، ثم عاد . ولفظ ابن مردويه : فأري ما في السماوات، وأري ما في الأرض . قيل له : أي دابة البراق؟ قال : دابة طويل أبيض، خطوه مد البصر .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 207 ] وأخرج أبو يعلى ، والطبراني في "الأوسط"، وابن عساكر ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ليلة عرج بي إلى السماء، ما مررت بسماء إلا وجدت اسمي فيها مكتوبا : محمد رسول الله . وأبو بكر الصديق خلفي" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البزار عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما عرج إلى السماء، ما مررت بسماء إلا وجدت اسمي فيها مكتوبا : محمد رسول الله" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني في "الأوسط"، وابن مردويه ، بسند صحيح، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مررت ليلة أسري بي على الملأ الأعلى، فإذا جبريل كالحلس البالي من خشية الله" . وفي لفظ لابن مردويه : "مررت على جبريل في السماء الرابعة، فإذا هو كأنه حلس بال من خشية الله" .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 208 ] وأخرج سعيد بن منصور ، والطبراني ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في "المعرفة"، عن عبد الرحمن بن قرط، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ليلة أسري به إلى المسجد الأقصى، كان بين المقام وزمزم، جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، فطارا به حتى بلغ السماوات العلا، فلما رجع قال : "سمعت تسبيحا في السماوات العلا مع تسبيح كثير، سبحت السماوات العلى من ذي المهابة مشفقات من ذي العلو بما علا، سبحان العلي الأعلى، سبحانه وتعالى" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عساكر عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما أسرى بي جبريل ، سمعت تسبيحا في السماوات العلا، فرجف فؤادي، فقال لي جبريل : تقدم يا محمد ولا تخف، فإن اسمك مكتوب على العرش : لا إله إلا الله محمد رسول الله" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، وابن ماجه ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ليلة أسري بي لما انتهينا إلى السماء السابعة، نظرت فوق، فإذا رعد وبرق وصواعق، وأتيت على قوم بطونهم [ ص: 209 ] كالبيوت فيها الحيات، ترى من خارج بطونهم، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء أكلة الربا . فلما نزلت إلى السماء الدنيا نظرت أسفل مني، فإذا أنا برهج ودخان وأصوات، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذه الشياطين يحومون على أعين بني آدم، لا يتفكروا في ملكوت السماوات والأرض، ولولا ذلك لرأوا العجائب" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما أسري بي، مررت بالكوثر، فقال جبريل : هذا الكوثر الذي أعطاك ربك . فضربت بيدي إلى تربته، فإذا مسك أذفر" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لما عرج بي إلى السماء، رأيت نهرا يطرد عجاجا مثل السهم، أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، حافتاه قباب من در مجوف، فضربت بيدي إلى جانبه، فإذا مسكة ذفراء، فضربت بيدي إلى رضراضها، فإذا در، قلت : يا جبريل ، [ ص: 210 ] ما هذا النهر؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاك ربك" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "رأيت إبراهيم ليلة أسري بي وهو أشبه من رأيت بصاحبكم" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان، وابن مردويه ، عن أبي أيوب الأنصاري، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "عرج بي إلى السماء، فرأيت إبراهيم خليل الرحمن، فقال إبراهيم : يا جبريل ، من هذا الذي معك؟ فقال جبريل : هذا محمد . فرحب بي وقال : مر أمتك فليكثروا من غراس الجنة، فإن تربتها طيبة وأرضها واسعة" . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "وما غراس الجنة؟ قال : لا حول ولا قوة إلا بالله" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أتيت ليلة أسري بي على إبراهيم عليه السلام، فقال : يا محمد، أخبر أمتك أن الجنة قيعان، وأن غراسها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الترمذي وحسنه، والطبراني ، وابن مردويه ، عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لقيت إبراهيم ليلة أسري بي، فقال : يا محمد، أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن [ ص: 211 ] غراسها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما أسري بي رأيت الجنة من درة بيضاء، قلت : يا جبريل ، إنهم يسألوني عن الجنة . قال : أخبرهم أن أرضها قيعان وترابها المسك" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن ماجه ، والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في "البعث والنشور"، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "رأيت ليلة أسري بي مكتوبا على باب الجنة : الصدقة بعشر أمثالها، والقرض بثمانية عشر . فقلت : يا جبريل ، ما بال القرض أفضل من الصدقة؟ قال : لأن السائل يسأل وعنده، والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما أسري بي إلى السماء أدخلت الجنة، فوقفت على شجرة من أشجار الجنة، لم أر في الجنة أحسن منها، ولا أبيض ورقا، ولا أطيب ثمرة، فتناولت ثمرة من ثمرتها [ ص: 212 ] فأكلتها، فصارت نطفة في صلبي، فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة، فحملت بفاطمة، فإذا أنا اشتقت إلى ريح الجنة شممت ريح فاطمة" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وضعفه عن سعد بن أبي وقاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم : "أتاني جبريل بسفرجلة من الجنة، فأكلتها ليلة أسري بي، فعلقت خديجة بفاطمة، فكنت إذا اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رقبة فاطمة" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البزار ، وأبو قاسم البغوي، وابن قانع، كلاهما في "معجم الصحابة"، وابن عدي، وابن عساكر ، عن عبد الله بن أسعد بن زرارة [253و] قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ليلة أسري بي انتهيت إلى قصر من لؤلؤة - ولفظ البغوي : أسري بي في قفص من لؤلؤ - فراشه ذهب، يتلألأ نورا، وأعطيت ثلاثا؛ إنك سيد المرسلين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن قانع، والطبراني ، وابن مردويه ، عن أبي الحمراء قال : قال [ ص: 213 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما أسري بي إلى السماء السابعة، فإذا على ساق العرش الأيمن : لا إله إلا الله، محمد رسول الله" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عدي، وابن عساكر ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما عرج بي رأيت على ساق العرش مكتوبا : لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أيدته بعلي" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عساكر عن علي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ليلة أسري بي رأيت على العرش مكتوبا : لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عمر الفاروق، عثمان ذو النورين" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الدارقطني في "الأفراد"، والخطيب ، وابن عساكر ، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "رأيت ليلة أسري بي في العرش فريدة خضراء، فيها مكتوب بنور أبيض : لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عمر الفاروق" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البزار عن علي قال : لما أراد الله تعالى أن يعلم رسوله الأذان، أتاه جبريل [ ص: 214 ] بدابة يقال لها : البراق . فذهب يركبها فاستصعبت، فقال لها جبريل : اسكني، فوالله ما ركبك عبد أكرم على الله من محمد . فركبها حتى انتهى إلى الحجاب، الذي يلي الرحمن، فبينما هو كذلك، إذ خرج ملك من الحجاب فقال الملك : الله أكبر، الله أكبر . فقيل له من وراء الحجاب : صدق عبدي، أنا أكبر، أنا أكبر . ثم قال الملك : أشهد أن لا إله إلا الله . فقيل له من وراء الحجاب : صدق عبدي، أنا لا إله إلا أنا . فقال الملك : أشهد أن محمدا رسول الله . فقيل من وراء الحجاب : صدق عبدي، أنا أرسلت محمدا . فقال الملك : حي على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة . ثم قال : الله أكبر الله أكبر . فقيل من وراء الحجاب : صدق عبدي، أنا أكبر، أنا أكبر . ثم قال : لا إله إلا الله . فقيل : من وراء الحجاب : صدق عبدي، لا إله إلا أنا . ثم أخذ الملك بيد محمد فقدمه فأم أهل السماوات، فيهم آدم ونوح، فيومئذ أكمل الله لمحمد الشرف على أهل السماوات والأرض .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو نعيم في "الدلائل" عن محمد ابن الحنفية، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج به إلى السماء، فانتهى إلى مكان من السماء، وقف فيه، وبعث الله ملكا فقام من السماء مقاما ما قامه قبل ذلك، فقيل له : علمه الأذان . فقال [ ص: 215 ] الملك : الله أكبر الله أكبر . فقال الله : صدق عبدي، أنا الله الأكبر . فقال الملك : أشهد أن لا إله إلا الله . فقال الله : صدق عبدي، أنا الله لا إله إلا أنا . فقال الملك : أشهد أن محمدا رسول الله . فقال الله : صدق عبدي، أنا أرسلته، وأنا اخترته، وأنا ائتمنته . فقال : حي على الصلاة . فقال الله : صدق عبدي، ودعا إلى فريضتي وحقي، فمن أتاها محتسبا كانت كفارة لكل ذنب . فقال الملك : حي على الفلاح . فقال الله : صدق عبدي، أنا أقمت فريضتها وعدتها ومواقيتها . ثم قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : تقدم . فتقدم، فأم أهل السماء، فتم له شرفه على سائر الخلق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما أسري بي إلى السماء أذن جبريل ، فظنت الملائكة أنه يصلي بهم، فقدمني فصليت بالملائكة" .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية