الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      عبدة بن أبي لبابة ( خ ، م ، ت ، س ، ق )

                                                                                      أبو القاسم الأسدي ثم الغاضري ، مولاهم الكوفي التاجر ، أحد الأئمة ، نزل دمشق .

                                                                                      وحدث عن ابن عمر ، وعلقمة ، وسويد بن غفلة ، وزر ، وأبي وائل .

                                                                                      روى عنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، والأوزاعي ، وشعبة ، وسفيان بن عيينة ، وآخرون ، وكان شريكا للحسن بن الحر ، فقدما مكة بتجارة ، فتصدقا برأس المال أربعين ألفا . قال أحمد بن حنبل : لقي عبدة ابن عمر بالشام .

                                                                                      قال الأوزاعي : لم يقدم علينا من العراق أحد أفضل من عبدة وابن الحر .

                                                                                      وروى ابن ثوبان عن عبدة قال : كنت في سبعين من أصحاب ابن مسعود وقرأت عليهم القرآن . وروى الأوزاعي عن عبدة قال : إذا رأيت الرجل لجوجا مماريا معجبا برأيه ، فقد تمت خسارته .

                                                                                      قال حسين الجعفي : قدم ابن الحر وعبدة في تجارة مكة وبها فاقة ، فتصدقا بعشرة آلاف ، ففضل خلق من المساكين فما تخلصوا منهم إلا بإنفاق أربعين ألفا ، وخرجوا من مكة ليلا . يروى عن عبدة قال : ذقت ماء البحر ليلة سبعة وعشرين فوجدته عذبا . [ ص: 230 ] وروى الأوزاعي عنه قال : أقرب الناس إلى الرياء آمنهم منه . وقال رجاء بن أبي سلمة : سمعت عبدة يقول : لوددت أن حظي من أهل الزمان أنهم لا يسألوني عن شيء ، ولا أسألهم ، إنهم يتكاثرون بالمسائل كما يتكاثر أهل الدراهم بالدراهم . مات في حدود سنة سبع وعشرين ومائة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية