الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الحادية والثلاثون :

                                                                                                                                                                                                                                            المرفوعات سبعة : الفاعل ، والمبتدأ ، وخبره ، واسم كان ، واسم ما ولا المشبهتين بليس ، وخبر إن ، وخبر لا النافية للجنس ، ثم قال الخليل : الأصل في الرفع الفاعل ، والبواقي مشبهة به . وقال سيبويه : الأصل هو المبتدأ والبواقي مشبهة به . وقال الأخفش : كل واحد منهما أصل بنفسه ، واحتج الخليل بأن جعل الرفع إعرابا للفاعل أولى من جعله إعرابا للمبتدأ ، والأولوية تقتضي الأولية .

                                                                                                                                                                                                                                            بيان الأول : أنك إذا قلت : " ضرب زيد بكر " بإسكان المهملتين لم يعرف أن الضارب من هو ، والمضروب من هو ، أما إذا قلت : " زيد قائم " بإسكانهما عرفت من نفس اللفظتين أن المبتدأ أيهما ، والخبر أيهما ، فثبت أن افتقار الفاعل إلى الإعراب أشد ، فوجب أن يكون الأصل هو .

                                                                                                                                                                                                                                            وبيان الثاني : أن الرفعية حالة مشتركة بين المبتدأ والخبر ، فلا يكون فيها دلالة على خصوص كونه مبتدأ ولا على خصوص كونه خبرا ، أما لا شك أنه في الفاعل يدل على خصوص كونه فاعلا ، فثبت أن الرفع حق الفاعل ، إلا أن المبتدأ لما أشبه الفاعل في كونه مسندا إليه جعل مرفوعا رعاية لحق هذه المشابهة .

                                                                                                                                                                                                                                            وحجة سيبويه : أنا بينا أن الجملة الاسمية مقدمة على الجمل الفعلية ، فإعراب الجملة الاسمية يجب أن يكون مقدما على إعراب الجملة الفعلية ، والجواب : أن الفعل أصل في الإسناد إلى الغير فكانت الجملة الفعلية مقدمة . وحينئذ يصير هذا الكلام دليلا للخليل .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية