الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع أن أنظم وقتي أو أعمل صالحا بسبب ذنوبي، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب في الثانوية العامة، ولكني لا أستطيع أن أنظم وقتي، ولا أستطيع أن أحافظ على الصلاة، وكل هذا بسب ذنوبي، فأنا في هذا السن ولكني ارتكبت الكثير من المعاصي، ولا أعرف ماذا أفعل؟ هل يقبل الله توبتي؟ وكيف أتوب؟ فإني ارتكبت كبائر أيضا ولا أعرف ماذا أفعل؟

أتمنى أن أتوب ولكني لا أستطيع، وكلما أنظر إلى المستقبل وأنا في مثل هذا السن 16 سنة، وأقول إني ارتكبت كل المعاصي في سن صغير.

أخاف من المستقبل جدا، وغير هذا كلما قررت أن أبتعد عن المعاصي والكبائر لا أستطيع!

أرجو الرد سريعا لأني اقتربت أن أشعر باليأس والخوف، وهل يقبل الله توبة من فعل الكبائر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحبًا بك أيها الولد الحبيب في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يتوب عليك.

فلقد أحسنت في تألمك من ووقوعك في المعصية، وهذه علامة خير في قلبك إن شاء الله، ونصيحتنا لك أيها الولد الحبيب أن تسارع إلى التوبة، ومع مسارعتك أحسن الظن بالله تعالى، وأنه سيتقبل منك توبتك إذا تبت توبة صادقة، والتوبة الصادقة أن تندم على ما فعلت من المعاصي، وأن تعزم على أن لا ترجع إليها في المستقبل، وأن تتركها في الحال، وإذا كانت هناك مظالم للعباد فمن التوبة أداء هذه المظالم لأهلها، مع القدرة على ذلك، فإذا تبت هذه التوبة فإن الله عز وجل يقبل توبة التائبين، ولا يرد أحدًا توجه إليه خائبًا.

أخبرنا الله في كتابه بأنه يقبل التوبة بقوله سبحانه وتعالى: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون} وأخبرنا سبحانه وتعالى بأنه يُحب التوابين ويحب المتطهرين، وأخبرنا كذلك بأنه يبدّل سيئات التائب حسنات، كما أخبرنا بذلك في سورة الفرقان، والنصوص في هذا المعنى كثيرة، وقد أخبرنا الله تعالى في كتابه الكريم عن التوبة، وأنها مطلوبة من كل ذنب مهما كبر ذلك الذنب، ابتداء بالكفر إلى ما دونه، فقد قال سبحانه وتعالى عن الذين يكفرون ويسبون الله تعالى، قال: {أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم} وقال: {قل للذين كفروا إنْ ينتهوا يُغفر لهم ما قد سلف} وأخبرنا تعالى عن التوبة من الزنى والتوبة من السرقة والتوبة من القتل، وغير ذلك من الذنوب الكبيرة، فأي ذنب وقع فيه الإنسان فإن التوبة تمحوه، كما قال عليه الصلاة والسلام: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).

وصيتنا لك أيها الولد الحبيب أن تسارع بالتوبة إلى الله تعالى، فتندم على فعلك من المعاصي والسيئات، والندم هذا إنما يزرعه في القلب الخوف من العقاب المترتب على هذه الذنوب، فإن عقاب الله تعالى لا تقوم له السموات والأرض، فكيف بهذا الإنسان الضعيف؟!

إذا تذكر الإنسان لقاء الله والعرض بين يديه والوقوف بين يديه، وتذكر الجنة والنار، وتذكر القبر وما فيه من أهوال، فإن هذه المواقف تزرع في نفسه الخوف من الله تعالى فتدفعه إلى التوبة والانكفاف عن الشهوات والهوى.

إذا تبت فأبشر -إن شاء الله تعالى- بتوبة الله تعالى عليك، ونصيحتنا لك أن تأخذ بالأسباب التي تثبتك على التوبة، ومن أهمها الرفقة الصالحة، فاحرص على أن تتخذ إخوانًا وأصدقاء صالحين تشاركهم ما ينفعك في دينك ودنياك، فهم يثبتونك على ما يُحبه الله عز وجل منك، يذكّرونك إذا نسيت، ويعلمونك إذا جهلت.

نسأل الله تعالى أن يتوب عليك وأن يُجري الخير على يديك، وأن ييسر لك أمرك كله، وأن يطهر قلبك وأن يحصن فرجك، وأن يحقق إيمانك، وأن يغفر خطيئتك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً