الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بضيق تنفس مع آلام في البطن، ما التشخيص... والعلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو منكم إفادتي بأقرب وقت ممكن، لأن حالتي لا يعلم بها إلا الله.

أنا أشعر بضيق تنفس مع آلام في البطن وشدود من ناحية القلب، وذهبت إلى مستشفيات كثيرة وأكثر شيء يقولون لي أنت مصاب بالقولون العصبي، وآخر شيء في دكتور قال لي أنت علاجك ليس عند الجهاز الهضمي وإنما علاجك عند دكتور نفسي، وأنا فكرت وقلت ممكن صحيح كلامه وأنا في حيرة من أمري وبصراحة تعبت كثيراً ولي سنة ونصف وما أحسست بالسعادة بسرعة أتعب وأحس أن الأيام نفس بعض روتين واحد، حتى بعض الأحيان إذا قمت من النوم أقول ليتني ما قمت، لأني ما أحس بالراحة إلا إذا نمت، وإذا تكلمت مع الناس أحس أني ما أقدر أذهب، وإذا مسكت خطاً بالسيارة أحس بتعب شديد، ودائما أحس أني سأموت.

أفكار كثيرة تخوفني، وأقول في نفسي إني أدري أن الأفكار هذه كل يوم تجيئني، والحمد لله ما يجيئني شيء وأحاول أبتعد عن الخوف وللأسف تعبت ما أقدر!

أنا أستخدم حالياً علاج دوجماتيل 200مج وأرجو منكم إفادتي بأسرع وقت.
جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أقدر حجم معاناتك، وأعرف أن القلق المتواصل والذي تنتج عنه أعراض جسدية مثل القولون العصبي وهو أمر سخيف جدًّا ومزعج، بالرغم من أنه غير خطير.

إذن حالتك هي حالة قلق نفسي، هذا القلق النفسي أدى إلى عسر ثانوي في المزاج، وهذا نعتبره نوعاً من الاكتئاب النفسي البسيط.

لنضع الأمور في نطاقها العلمي الصحيح، أقول لك إن تشخيص حالتك هو أنك تعاني من القلق الاكتئابي من الدرجة البسيطة، أعراض القولون العصبي والآلام المتعددة قد تكون نتيجة لهذا القلق وهذا التوتر، وفي ذات الوقت حين تظهر هذه الأعراض الجسدية تؤدي أيضًا إلى تفاقم شعورك بالقلق وعدم الارتياح وعسر المزاج والشعور بالكدر.

الشعور بالتعب الشديد هو أمر مصاحب جدًّا لأعراض القولون العصبي الذي يسببه القلق، والمخاوف التي لديك خاصة حول الموت هي ناتجة من الهشاشة والضعف النفسي الذي سببه لك القلق وليس أكثر من ذلك.

علاجك كآتي: أولاً: أن تعرف أن هذه الحالة حالة بسيطة بالرغم من أنها مزعجة.
ثانيًا: حالتك نسميها بالنفسوجسدية، يعني هنالك مكونات جسدية لكن أسبابها نفسية.
ثالثًا: الرياضة من أفضل وسائل العلاج، ويجب أن تبدأ بها وتستمر عليها، وهذا مهم جدًّا.

رابعًا: هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، إليك بعض الاستشارات السابقة التي تفيد في كيفية تطبيقها، وهي برقم (2136015) أرجو أن تطبقها بكل دقة وحذافيرها.

خامسًا: يجب أن تدير وقتك بصورة طيبة وأن تكون إيجابيًا، وأن تكون لك علاقات طيبة وحميدة مع الصالحين من الناس، وإدارة الوقت بصورة جيدة دائمًا هو أحد مفاتيح النجاح، لأنه يؤدي إلى حسن إدارة الحياة، وفي ذات الوقت يصرف انتباهك تمامًا عن أعراض القلق والتوتر والمخاوف وكذلك الوساوس.

سادسًا: تلاوة القرآن بتمعن وتدبر وتفكر والصلاة في وقتها مع الجماعة لا شك أنها مفاتيح رحمة وطمأنينة كبيرة، فكن حريصًا على ذلك.

سابعًا: شراب النعناع المركز مرة مرتين في اليوم سوف يساعدك كثيرًا في الاسترخاء وكذلك في التحكم في أعراض القولون العصبي.

اجعل لحياتك معنىً – هذا مهم جدًّا – يجب أن تبحث عن عمل، الحياة دون عمل لا قيمة لها، أن تكون دون عمل يتمركز كل تفكيرك حول أعراضك الجسدية والنفسية، فالعمل مهم وضروري وهو يرفع الكفاءة النفسية وكذلك الاجتماعية والجسدية، وذلك بجانب المنفعة الاقتصادية وتطوير المهارات، فكن حريصًا على ذلك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أفضل أن تستعمل الدوجماتيل خمسين مليجرامًا وليس مائتي مليجرام، تناول خمسين مليجرامًا صباحًا وأخرى مساءً، استمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها خمسين مليجرامًا مساءً لمدة ستة أشهر، ثم توقف عن تناولها.

أما الدواء الرئيسي الذي تتناوله فهو العقار الذي يعرف تجاريًا باسم (لسترال) أو (زولفت) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) هذا دواء مفيد وفاعل ومحسن للمزاج ومزيل للقلق والتوتر، وإن شاء الله تعالى يجدد طاقاتك النفسية بصورة إيجابية.

أنت محتاج له بجرعة صغيرة، ابدأ بتناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد شهر اجعلها حبة كاملة، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهرين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرين آخرين، ثم توقف عن تناول السيرترالين.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً