الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد طريقة أمثل بها على الطبيب ليصرف لي دواء (لريكا)، فهل تساعدونني في ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يا دكتور، أرجو أن تساعدني, أريد دواء اللريكا لكي أحسن من مزاجي وأعرف كيف أتفاهم مع الآخرين, أنا لا أعاني من أي مرض ولكن لريكا حاليا ممنوع في دولتي, وأريد طريقة للحصول عليه, فلا توجد طريقة للحصول عليه إلا عن طريق الدكتور, وأنا لا أعاني من أي مرض في الأعصاب.

أرجو أن تساعدني بطريقة أمثِّل فيها على الدكتور؛ لكي يصرف لي هذا الدواء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hazza حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن عقار (لريكا) والذي يعرف باسم (بريكابنيل)، هذا الدواء في الأصل يستعمل لعلاج الآلام الجسدية التي منشؤها الأعصاب، فمثلا تجده دواء مفيدا جدًّا في حالات الألم والشعور بالتنميل في الأطراف المصاحبة لمرضى السكر مثلا، لكن بكل أسف هذا الدواء أُسيء استخدامه خلال السنتين الأخيرتين، وهذا الدواء كان مصرّحا بصرفه في الصيدليات دون أي وصفة طبية، لكن في خلال الستة أشهر الأخيرة تم تحفظ على طريقة حصول الناس على هذا الدواء، وأنا كنتُ في اللجنة التي ناقشت إشكالية هذا الدواء، حيث اتضح أن كميات استهلاكه قد زادت جدًّا في أسواق الدواء، وبعد دراسة متأنية من قبل المختصين؛ اتضح أن اللريكا يؤدي إلى شيء من تحسين المزاج، وهذا يجعل الإنسان يشعر بشيء من الارتياح النفسي على نفس النهج الإدماني الذي نشاهده من بعض المؤثرات العقلية.

لا نقول إن الدواء دواء مخدر، هذا ليس صحيحًا، لكن قطعًا الإنسان الذي يتناول هذا الدواء ويتوقف عنه يعاني مما نسميه بالتشوق الشديد للدواء، وتجده يبحث عنه هنا وهناك، والبعض قد يضطر ويرفع جرعة الدواء ليتحصل على نفس الفعالية، ولا شك أن هذه هي المعايير التي يُشخص من خلالها التعود أو سوء الاستخدام للعقاقير.

فهذه التفاصيل وددت أن أذكرها لك لتكون على وعي وإدراك أن اللريكا يجب ألا يستعمل أبدًا إلا لسبب طبي واضح وتحت إشراف طبي. فأنا حقيقة أقول لك: يجب أن تقطع تعلقك بهذا الدواء. ذكرتُ لك محاسنه، وذكرتُ لك عيوبه، وأنا متأكد تمامًا أنك حين تبتعد عنه لمدة ثلاثة إلى أربعة أسابيع لن تفتقده أبدًا.

فما دام أنه لا يوجد سبب طبي لاستعمال اللريكا فإني لا أنصحك أبدًا باستعماله، ولا تطلب من أي طبيب أن يقوم بوصفه لك. هذا مهم جدًّا، وحتى إن كانت أضرار اللريكا التعودية قليلة إلا أن الإدمان يعرف عنه أنه بوابات تفتح بعضها على بعض، حين يتحرك الجهاز التحفيزي - أو ما يسمى بالمردود الإيجابي – داخل الدماغ، وذلك من خلال إفراز مادة الدوبامين، يتعلق الإنسان بمركب ما، ومن ثم قد يتشوق إلى مركب آخر، وهكذا.

فكلها أبواب تفتح بعضها على بعض، فنصيحتي لك كأخ وكمختص أن تبتعد عن هذا الدواء ما دام لا يوجد سبب طبي لاستعماله، وألا تحاول التمثيل والتحايل للحصول عليه بطرق غير مشروعة؛ فهذا مما ينافي ديننا الحنيف.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً