الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي أننى أحمل هم كل شيء، مما أصابني بالإرهاق الشديد!!

السؤال

السلام عليكم

أنا والدة الآنسة فريدة، والمشكلة خاصة بي، أنا عمري 43 عاماً، متزوجة ولدى 3 أبناء، مشكلتي أني أحمل هم كل شيء خاص بالمنزل والأبناء وزوجي، ولا أعرف أن أترك عملا من أعمالي إلى الغد، حتى لو كان هذا العمل غير ضروري.

وعندما يكون لدى أي عمل لا أستطيع أن أنام حتى أنجزه، حتى إذا جاء ذلك على حساب صحتي (مع العلم أنني امرأة عاملة)، وهذه المشكلة أدت إلى مشكلة أكبر، وهى أنني عندما أنام أحلم أحلاما كثيرة جداً، وتمر الأحلام عليّ بسرعة جداً، وعندما أستيقظ أشعر أنني لم أنم حتى لو ربع ساعة، ويسبب هذا لي الإرهاق البدني والنفسي والعصبي.

شكرا للاهتمام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم فريدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.

من الواضح أن عندك ما نسميه "النزعة للكمال"؛ وهي حالة نفسية عند من لا يستطيع أن يقبل أي شيء إلا أن يكون 100%، وإلا فهي الكارثة!!

وبعض هذه المثالية مطلوبة، فالإسلام يعلمنا أن الله كتب الإحسان على كل شيء، وأن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه، إلا أن الأمر إذا تجاوز الحدّ المعقول والطبيعي، فإن الأمر يصبح شيئا آخر، وكما يقال ما زاد عن حده انقلب إلى ضده.

فالجراح الناجح لابد وأن عنده شيء من هذا الميل، إلا أنه إذا زاد عن الحدّ الطبيعي أصبح هذا الميل مصدرا للمشكلات والمتاعب بعد أن كان نعمة من الله تعالى.

ومن عنده مثل هذا الميل أو هذه النزعة للكمال يعاني كثيرا؛ فهو دائم العمل والنشاط والحركة ولو على حساب راحته وراحة الآخرين، فهو دائما في عمل هذا وإتمام ذاك، وما يستطيع فعله اليوم لا يستطيع تأجيله للغد.

والنتيجة الطبيعية: حالة من الإنهاك والإجهاد، عاجلا أو آجلا، وكما يحدث معك الآن.

والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يعلمنا أيضا أن نروح عن القلوب ساعة فساعة، أي أن هناك وقت للعمل وهناك وقت للراحة والاسترخاء.

إن التعب الذي تشعرين به الآن إنما هو رسائل من جسدك ونفسك، تقول أن عليك التخفيف من هذا الاستمرار بالعمل، وأنه لابد من شيء من الراحة، وإلا فستصابين بحالة من الانهيار وتوقف كل شيء.

خصصي وقتا للعمل، ووقتا للراحة والاستجمام ووقتا للهوايات التي ترتاحين إليها، ووقتا لأسرتك، وكما يقول الحبيب المصطفى أيضا: "إن لنفسك عليك حقا؛ فأعط كل ذي حق حقه".

وأيضا: مارسي الرياضة المباحة والهوايات المسلية، فأنت تستحقين أن تستمتعي بالعمل، وليس مجرد القيام به.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً