السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع المفيد.

مشكلتي هي أنني أعاني منذ سنوات طويلة حوالي ( 12) سنة، من أفكار مستمرة، وموضوعها هو حدوث أذى أو شرا لأهلي فقط أخواني وأخواتي، أما الناس فلا، والذي يقلقني أن أغلب هذه الأفكار تتحقق وتحدث على أرض الواقع، وبعضها أشياء ليست شرا وأذى وتحدث، يعني هذه الأفكار أخذت وقتي وحياتي وحاولت أن أتخلص منها، ولكنها تهدأ وتعود من جديد، أريد أن أكون مثل الناس بدون أفكار مزعجة، وكذلك عندما أشاهد برنامجاً يتحدث عن مرض معين، تأتيني أفكار أنه لماذا أخي أو أختي لم يصبه هذا المرض؟ أو لماذا لا يصيبني؟ وهكذا بمجرد أن أسمع أو أشاهد تتعلق الفكرة بعقلي.

مع العلم أنني لم أتناول أي دواء نفسي، ولا أستطيع الذهاب للطبيب لأسباب مادية، وأنا أريد أن أتخلص منها -بإذن الله- بدون أية أدوية، فكيف يمكنني ذلك؟ وهذا الذي أعاني منه ما هو، هل هو وسواس قهري أم قلق أم توتر أم ماذا؟

وكذلك لدي مشكلة وهي: أنني لا أنام سوى ساعتين أو ثلاث ساعات، ومعظم وقتي أكون مستيقظة، وأجد صعوبة في النوم، وهذه المشكلة من سنوات طويلة وحتى قبل اشتداد هذه الأفكار، ونومي خفيف أي شيء يوقظني.

أرشدوني، جزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الأفكار التي تأتيك هي بالفعل نوع من الأفكار وسواسية، وقطعا أخذك الوسواس، وأصبحت تحت تأثير ما نسميه تحت التأثير الإيحائي، أي أنه يأتيك هذا الانطباع أن كل ما تفكرين به سوف يحدث، وهذه مشكلة كبيرة فالإنسان لا يعلم الغيب، وأنا لا أوافق على هذا الكلام، أن الإنسان إذا أتته فكرة أنها ستتحقق، هذا ليس صحيحا، وهذا مجرد نوع من التفكير الإيحائي وليس أكثر، والذي تعانين منه هو مجرد وسواس قهري، ولا شك في ذلك، والوساوس حين تكون ذات طابع تشاؤمي تزعج صاحبها، وقطعا وساوسك ذات محتوى معين، وفي هذا النسق التشاؤمي.

العلاج هو التحقير الكامل للوساوس، وأن تزيلي من رأسك تماما فكرة التأثير الإيحائي، أي أن ما تفكرين به سوف يقع على أرض الواقع، اقنعي نفسك أن هذا كلام لا أساس له من الصحة، وأسأل الله أن يحفظك وأهلك، وكوني فعالة في حياتك محافظة على صلاتك.

هذه هي الأسس العلاجية للوسواس، التحقير وعدم الاقتناع بما يأتي به الوسواس، ومن خطورة الوساوس أن تحاول إقناع صاحبها أنها حقيقة وأن المخرجات سوف تنتج منها نتائج حقيقة أو أنها سوف تنزل إلى أرض الواقع، هذه هي النتائج الحقيقية للوساوس خاصة إذا بدأ الإنسان يفسر ويفصل ويحاور وساوسه، اغلقي عليها تماما، وهذا هو العلاج.

بالنسبة للعلاج الدوائي أراه مهم جداً؛ لأن المكون البيولوجي فيما يخص السبمية بالنسبة للوساوس لا أحد يستطيع أن ينكرها، كل المباحث العلمية تشير إلى أن كيمياء الدماغ يحدث لها تأثر أثناء الوسواس القهري.

التأثير الكيمائي هو السبب أو هو ناتج لقذفة شيطانية، هذا كله وارد، المهم أن نعرف أن الأدوية مهمة وتساعد، يضاف إليها العلاج السلوكي، والذي يقوم على رفض وتحقير الوساوس وعدم الالتفات إليها، أنا قطعا أترك لك الخيار بأنك لا تريدين الأدوية، لكنها قطعا مهمة وسوف أقترح لك دواء لا أعتقد أنه سيكلفك الكثير، الدواء يعرف باسم (فافرين) واسمه العلمي فولفكسمين جرعته تبدأ (50مليجرام) تناوليها ليلا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم اجعليها ( 100 مليجرام) ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى( 50 مليجرام) ليلا لمدة أسبوعين، ثم (50 مليجرام) يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن الدواء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والسداد.