الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أكره مواجهة الناس بسبب خوفي من العصبية والتوتر، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب متزوج، سوري الجنسية، عمري 29 عامًا، أشعر منذ مدة بقلة في التركيز، وتشتت في الذهن، وأميل إلى تأجيل معظم الأمور، لاحظت في نفسي محاولة الابتعاد عن التفكير بالأمور المعقده نسبيا وتأجيلها، وعدم الرغبة الكبيرة في العمل، أنا أحب عملي، ولكنني أشعر بعدم الرغبة في الدخول في الأمور المعقدة نسبيًا.

أشعر بحب تأجيل لجميع القرارات، وأحيانا أشعر بضيق في الصدر، أشعر برغبة للانعزال، والنوم أقاومه في أغلب الأحوال، وأنخرط في المجتمع، ولكن الضيق لا يتغير.

وأشعر بوجع قليل في الرأس عند التفكير، وهذه الحالة جديدة نسبيًا شعرت بوجود القليل من الرهاب الاجتماعي في نفسي، فأنا أميل لعدم المواجهة، ولكني أتحدى نفسي وأواجه، ولكني لا أحب الصراخ والعصبية مع من حولي فهي توترني، حتى أني لا أحب أن أرى المواقف المحرجة والصدامية، حتى ولو كانت على التلفاز، فأنا أميل إلى تغيير القناة إذا كان المشهد فيه صدام، أو حالة محرجة.

أشعر بوجود اكتئاب، أو توتر، وقلق في نفسيتي، وأخشى أخذ أدوية تؤثر على الأداء الجنسي.

أشعر بعدم الاستمتاع بكثير من الأمور، ومنها الجماع.

أنا متزوج، وأخشى أن آخذ أيا من حبوب الاكتئاب والتي قد تؤثر على أدائي الجنسي، مع العلم أنني لا أشعر كثيرًا بالاندماج عند الجماع، فما هو الحل؟

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ tamer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قطعاً يهيمن عليك قلق المخاوف، وقلق المخاوف فيه جانب اجتماعي واضح مما جعلك تميل إلى العزلة، والعزلة حين يجعلها الإنسان منهجاً في حياته تؤدي إلى الشعور بالكدر، وهذا في حد ذاته يؤدي إلى المزيد من العزلة، فإذاً أخي الكريم يجب أن تدفع نفسك دفعاً إيجابياً نحو التواصل الاجتماعي، لا تتبع مشاعرك، ولا تنصاع لأفكارك السلبية، إنما حرك في نفسك المشاعر القوية التي تدفعك من أجل أن تقود نفسك من خلال أفعالك، احرص على الصلوات الخمس في المسجد، ممارسة رياضة جماعية، زيارة الأصدقاء، الذهاب لحضور المحاضرات مثلاً، أو أنشطة أخرى، هذا كله تواصل اجتماعي مهم، ومفيد وجيد.

وبشيء من حوار النفس تستطيع أن تقنع نفسك بأنك بالفعل يجب أن تنخرط في مثل هذه الأنشطة، هذا مهم -أيها الفاضل الكريم-.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أتفق معك أن تخوف الناس كثير جداً حول الآثار السلبية لبعض الأدوية النفسية، خاصة الأدوية المضادة للقلق والمخاوف والاكتئاب في أنها ربما تؤثر على الأداء الجنسي، لكن هذا الأمر أيضاً مبالغ فيه بشكل كبير، وكبير جداً، أنا سوف أصف لك دوائين الديناكسيت والفافرين، والفافرين بجرعة صغيرة لا يؤثر أبداً على الأداء الجنسي، أما الديناكسيت فليس له أثر سلبي على الأداء الجنسي، هذه الأدوية ربما لا تكون هي المثالية لعلاج الخوف الاجتماعي، لكنها بالفعل جيدة.

الديناكسيت تتناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، أما الفافرين ستتناول بجرعة 50 مليجرام ليلاً، وهذه جرعة صغيرة جداً حيث إن الجرعة الكلية هي 300 مليجرام، لكن لن أزيدك من الـ 50 مليجرام استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم أجعلها 50 مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

اسأل الله تعالى أن ينفعك بها، واطمئن وتأكد أنها -إن شاء الله تعالى- لن تكون هنالك آثار سلبية من هذين الدوائين، خاصة على النواحي الجنسية حيث إن الجرعات صغيرة جداً.

وأنصحك -أخي الكريم- ألا تراقب أداءك الجنسي أبداً، الجنس أمر طبيعي غريزي يتم في سكون، وتحت مظلة الرحمة والهدوء والسكينة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً