الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المفاضلة بين كفالة اليتيم في المنزل وكفالته في دار الأيتام

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أكفل طفلاً يتيماً في منزلي، علماً بأنني لست متزوجاً، وأختي هي التي ستقوم برعايته مع أولادها، علماً بأن مسكن أختي فوقي في نفس العقار، ولكنني سمعت أنه عندما يكبر هذا الطفل ستكون أختي وزوجتي أجنبيتان عنه، فهل من الممكن كفالته في دار الأيتام، وأخصص له يوماً يقضيه معي، أم هل من الممكن كفالته في المنزل؟ أرجو الإفادة.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاشم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يبارك لك في مالك، وأن يوفقك للخير، وأن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته .

إن كفالة الأيتام من أعظم الطاعات، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء، وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم كافل اليتم بقوله: (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين) وأشار بالسبابة والتي تليها.

وإذا كانت هناك دور للأيتام وفيها رعاية تامة واهتمام بالجوانب الشرعية والتربية الإسلامية؛ فالأفضل أن يكون في دار الأيتام، ويمكن أن تقوم بزيارته أو يتردد هو لزيارتك من حين إلى آخر، وإذا كبر الطفل وبلغ مبلغ الرجال فزوجتك وأخواتك وبناتك أجنبيات عنه، ولا يجوز أن يختلي بهن أو يتوسع في العلاقة مع إحداهن، فهو رجل وما خلا رجل بامرأةٍ إلا كان الشيطان ثالثهما.

ووجود الطفل في دار الأيتام أبعد عن الرياء، وأحفظ لماء وجه هذا الفتى، وفي الدار رعاية علمية وعاطفية معتدلة، فنحن نفسد الأيتام أحياناً بكثرة الدلال، وقد يحصل تقصير في حقه فيشعر بأنه مختلف عن إخوانه الذين حوله، وهذا الشعور له آثار نفسية ضارة.

وعليه فالأفضل أن يكون في دور الأيتام، وتنال أنت الزيادة في الثواب بقدر اهتمامك وصدق نيتك، وحرصك على إدخال السرور على هذا اليتيم وعلى أمثاله من الأطفال الذين حرموا من جرعات الحنان والعطف، وحق للإنسان أن يسعد بوجود أمثالك من الأخيار، والخير في هذه الأمة باقٍ ولله الحمد.

نسأله أن يبارك لك في مالك، وأن يرزقنا وإياك زيادة الإيمان وعافية الأبدان.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة