الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوف ورجفة عند مقابلة الناس وعدم القدرة على إلقاء خطبة الجمعة

السؤال

أعاني منذ ست سنوات من الخوف والرجفة أثناء مقابلة أشخاص لا أعرفهم أو أعداء، وكذلك عدم القدرة على إلقاء خطبة الجمعة، علماً بأنني قد كنت خطيباً أكثر من ست سنوات ماضية، وها أنا الآن لا أستطيع الأذان وقت صلاة الجمعة، وقد ذكر أحد المشايخ أنني أعاني من السحر، أفيدوني ما هي أعراضه؟ وما هو العلاج الأسرع شفاءً بعد الله سبحانه وتعالى؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أ.ح.ن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً على سؤالك.

لا شك أن السحر موجود، ولكن لا أعتقد أن هذا الأمر الذي أصابك يمت للسحر بشيء، ولكن الإنسان المؤمن عليه دائماً أن يكون ذاكراً وشاكراً، وأن يداوم على قراءة الفاتحة والمعوذتين حين يساوره شك في أنه مسحور، وهذا يكفي -بإذن الله- في إبطال السحر إذا أخلص العبد النية.

حالتك تأتي ضمن حالات الرهاب أو الخوف الاجتماعي، والعلاج بسيطٌ جداً، ويتمثل في عدم التجنب، والإصرار على المواجهة، ويمكن أن تكون هذه المواجهة في الخيال أولاً، ثم الانتقال إلى الواقع بالتدرج، فعلى سبيل المثال يمكنك أن تتخيل أنك تُخاطب جمعاً من الناس، ويشمل ذلك خطبة الجمعة، ثم تقوم بإلقاء خطب وبصوتٍ مرتفع دون أن يكون هنالك أحد، وتسجّل خطبتك، ثم تعيد الاستماع إليها . مثل هذه التمارين تتطلب التكرار، وقد أثبتت جدواها العلمية والعلاجية.

المرحلة الثانية هي أن تبدأ بإلقاء خطب وأحاديث على أهل بيتك أو أصدقائك أو بعد الصلوات مثلاً، على أن تكرر ذلك عدة مرات، وهكذا توسع من دائرة المواجهة بالتدريج، مع إجراء حوارات مستمرة مع نفسك بأن هذا الخوف غير مبرر ولا يخضع للمنطق السليم.

هنالك والحمد لله الآن أدوية مضادّة لمثل هذه المخاوف، من أفضلها الدواء الذي يُعرف باسم الزيروكسات، أرجو أن تبدأ استعماله بمعدل نصف حبة ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة بنفس هذا المعدل كل أُسبوعين أيضاً حتى تصل إلى حبتين في اليوم، وتستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم تبدأ في تخفيضه بواقع نصف حبة كل أُسبوعين، ثم تتوقف بعدها عن العلاج.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً