الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخجل الناتج عن الشعور بمراقبة الناس

السؤال

السيد الدكتور محمد عبد العليم،
تحية طيبة وبعد:

فأود أن أبدي مرة أخرى شكري وامتناني العميقين على مساعدتك وجهودك، كما ذكرت في استشارتي السابقة أنا أعتمد كثيراً في حل مشكلتي على استشاراتك إذ أجد أنها أكثر جدوى وفاعلية من الزيارة لطبيبي النفسي على الرغم من عدم المقابلة الشخصية معك، حقيقة أود شكرك بطريقة أفضل من المراسلة، ولكن لا أعرف كيف.

أنا صاحب الاستشارة المذكورة أعلاه (246244) وأود أن أستوضح منكم أمراً آخر بخصوص نفس الموضوع الرهاب الاجتماعي. للتذكير أنا أتناول الزيروكسات منذ حوالي الشهر ونصف، وحاليا أتناول حبتين يومياً منذ أسبوعين بالإضافة إلى حبتين اندرال.

لاحظت في الفترة الأخيرة تحسناً بالنسبة للشعور بالخوف عند أي موقف اجتماعي، ولكن التحسن أقل بالنسبة للتوتر، كذلك وهذه هي المشكلة الكبيرة، الآن لاحظت استمرار الأفكار الغير مرغوبة مثل الإحساس أن الآخرين ينظرون إلي كشخص خجول، والإحساس أن الناس يراقبون تصرفاتي وينتظرون توتري وخجلي، كلما نظرت إلى شخص أشعر أنه يفكر أني خجول، وكل تفكيري يتركز حول ذلك.

أحياناً كثيرة أحس أني لا أستطيع النظر لعيون الآخرين، تخلصي من هذه الأفكار سيساعدني جداً إذ أن هذه الأفكار تجعلني غير مرتاح للتواجد حول الناس، هل هناك دواء لإيقاف هذه الأفكار؟ للحصول على سيطرة أكبر على التوتر والمخاوف، هل يجب أن أزيد جرعة الزيروكسات إلى ثلاث حبات يومياً؟

شكرا جزيلا.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/سامر حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

جزاك الله خيراً على ثقتك الكبيرة في شخصي الضعيف، ونسأل الله أن يوفقنا لما فيه خير الأمة .

الحمد لله أن هنالك بوادر من التحسن في حالتك وهذا شيء طيب.

الأعراض التي لا زلت تُعاني منها هي في حقيقة الأمر جزء من الرهاب الاجتماعي، ونعرف تماماً أن الأعراض تنقسم إلى مراحل ودرجات ونوعيات، وكثيراً ما يبدأ التحسن بالتدرج كما حصل في حالتك، فالمخاوف أصبحت أكثر قلة، ولكن لا زال الشعور والإحساس بأنه ينظر إليك كشخص خجول موجود، وأن الناس تراقب تصرفاتك.

هذه الأحاسيس إن شاء الله سوف تختفي أيضاً؛ حيث أنك لا زلت في بدايات العلاج، وهذه الأحاسيس في الغالب سوف تبدأ في الضعف حتى تختفي تماماً، والتاريخ الطبيعي للدورة العلاجية هو أن تختفي بعض الأعراض في الأول خاصةً التوتر والقلق، ثم بعد ذلك تأتي الأعراض الأخرى وسوف تبدأ في القلة والاضمحلال.

أرجو أن تُساعد نفسك أيضاً بأن تحقر هذه الأفكار، وأن تجري حواراً ذاتياً متصلاً مع نفسك في أن هذه الأفكار ليست حقيقة، وأن تصوراتك نحو نفسك فيها الكثير من الحساسية، ويجب أن لا تهتم لذلك كثيراً.

أتوقع إن شاء الله تعالى أنه بعد شهر من الآن سوف تبدأ هذه الأعراض في الضعف والانحصار بإذن الله كما ذكرت، وحتى نعجل بذلك وندعم التحسن ونقوي منه سيكون من المفيد لك أن تتناول دواء آخر مع الزيروكسات، يُعرف باسم رزبريدون، أرجو أن تتناوله بجرعة 1 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى 2 مليجرام ليلاً لمدة شهرين، وبعد ذلك يمكنك أن تتوقف عن تناوله .

لا أرى هنالك ضرورة لزيادة جرعة الزيروكسات إلى ثلاث حبات في اليوم؛ حيث أنك الآن تتناول 40 مليجرام في اليوم (حبتين) وهذه تعتبر جرعة علاجية ممتازة وكافية بالنسبة لك .

ونسأل الله لك التوفيق والشفاء .



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً