الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع الزواج وأقترف المعاصي، فبمَ تنصحونني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، عمري 16 سنة، وقعت في عدة ذنوب منها العادة السرية، شخص في عمري لا يستطيع الزواج كلما حاولت الابتعاد عنها أرجع إليها، وكأن هناك شيئاً يخنقني للرجعة، وهذه هي حالتي منذ سنوات.

أقوم بكل شيء من أجل رضا الله، أحرص على صلواتي، أقرأ القرآن، أسبح وأذكر الله في كل مكان وزمان، وأحلم ببناء المساجد، وهداية الناس، وأحلم أن أكون ذو مكانة في العالم فقط من أجل رضا الله، فأنا أتعب كثيراً من أجل ذلك، ولله يعلم كم أحبه وأحب رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وكم أجاهد وأتعذب من لأطيعهما، لهذا أريد أن أستفسر هل سيغفر الله لشخص بمثل حالي، لا يستطيع الزواج ويمارس العادة السرية ابتعاداً عن الزنا؟

وآسف على الإزعاج، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع ونعبر لك عن سعادتنا بهذا الهم والهمة، وهذا الحرص على الخير، وبشرى لك فإن حبك لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وحرصك على الصلاة والذكر والتسبيح، سيعينك على تجاوز كل الصعاب بإذن الله -تبارك وتعالى-، واستمر على ما أنت عليه من الطاعات، واجتهد دائماً في سد منافذ الفتنة، فمما يعين الإنسان على تجاوز هذه العادة السيئة أن يغض بصره، وأن يجتهد دائماً في أن يبتعد عن مواطن الفتنة، والكلام الذي يؤدي إلى الفتنة، ابتعد عن المواقع المشبوهة، اشغل نفسك بطاعة الله، وتجنب الوحدة لأن الشيطان مع الواحد.

وابحث عن إخوة صالحين يذكرونك بالله إذا نسيت، يكونون عونًا لك على طاعة الله إن ذكرت، وحاول أن تغير مراسيمك وعاداتك، فلا تذهب إلى الفراش إلا عندما تكون قد تهيأت للنوم، واحرص على أن تنام على ذكر وطاعة، ثم إذا استيقظت استيقظ على ذكرٍ ولا تمكث في الفراش بعد أن تستيقظ، واحرص دائماً في أن تشغل نفسك بالخير قبل أن يشغلك الشيطان بغيره، استمر في المجاهدة فأنت على خير كثير، والحسنات يذهبن السيئات، وتب إلى الله -تبارك وتعالى-، وإذا ضعفت فجدد التوبة وعد إلى الله، ولا تعطي الشيطان فرصة.

وأعلم أن الحسن البصري قالوا له: أيها الإمام نتوب ثم نذنب ثم نتوب ثم نذنب إلى متى؟ قال: حتى يكون الشيطان هو المخذول. ونعتقد أنك إذا ابتعدت عن أسباب هذه العادة السيئة، فإن في هذا عوناً لك على تركها، وتجاوزها، وهي عادة لا تصل إلى الإشباع لكنها تصل إلى السُعار، والإنسان إذا اجتهد وحرص على أن يصوم وهو شاب، وحرص على أن يغض بصره، حرص على أن يتجنب كل ما يثير شهوته، حرص على أن يكون مع الأخيار، ويواظب على ذكر الرحمن؛ فإن في هذا العون للإنسان على ترك مثل هذه الأمور، ومهما كان الذنب الذي يقع فيه الإنسان فأنت مؤمن وصاحب إرادة، قبل شهر أو أكثر كنت تصوم لله، تترك طعامك وشرابك وشهوتك لله، فإذاً أنت تملك إرادة تستطيع بها أن تتجاوز هذه الصعاب.

نسأل الله أن يعينك على الخير ولا يحملك ما يحصل من تقصير في هذه الناحية على التخلي عن الأحلام الكبيرة، والأهداف العظيمة والحرص على الصلاة والقرآن والتسبيح والذكر، فإن في ذلك الوقاية والحماية والعلاج.

نسأل الله أن يثبتك ويسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات