الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابتليت بالقمار وخسرت عملي وغرقت في الديون، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله عنا كل خير، إخواني عندي مشكلة وأريد حلاً.

أنا شاب كان لدي عمل، ميسور الحال، ابتليت بالقمار على مباريات كرة القدم لمدة عامين ونصف، خسرت عملي وخسرت مالي، غرقت في الديون، وأنا الآن عاطل وعلي ديون.

منذ شهر قررت أن أتوب وأمتنع عن القمار، لم أجد عملاً بعد، وحالتي صعبة، أفكر في الديون كثيراً، وأقول هذا ما يحدث لي عقاب من الله على ما فعلت بنفسي، وأقول أنني سأظل على هذا الحال؛ لأنني لم أكن أحمد الله على النعمة التي كنت فيها.

أريد منكم إخواني -جزاكم الله خيراً- أن تنصحوني وتساعدوني معنوياً لتجاوز هذه المحنة التي أنا فيها.

أعتذر عن الإطالة، وفقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن القمار مشكلة عويصة، ومن المهم إدراك معايير التشخيص حتى تعرف متى تحتاج للعلاج المهني المتخصص، ومتى تحتاج لمجرد نصيحة عادية من أصدقاء.

في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، يُعرف اضطراب القمار كشكل من أشكال الإدمان، ويشتمل التشخيص على أنماط من السلوكيات الضارة المرتبطة بالقمار، والتي تستمر لمدة 12 شهراً على الأقل من خلال أربعة أو أكثر من التالي خلال العام الماضي:

1. الحاجة إلى المقامرة بكميات أكبر من المال لتحقيق الإثارة المرغوبة.
2. الشعور بالقلق أو الاضطراب عند محاولة تقليل القمار، أو التوقف عنه.
3. السعي المتكرر للقمار بعد الخسارة.
4. المقامرة للتعويض عن الخسائر.
5. التفكير المستمر بالقمار.
6. المقامرة عند الشعور بالعزلة، أو عند المعاناة من الصعوبات المالية.
7. خسارة الفرص الشخصية، أو الاجتماعية، أو التعليمية، أو العملية بسبب القمار.
8. الاعتماد على الآخرين للحصول على المال لتخفيف الوضع المالي الصعب الذي نتج عن القمار.

اضطراب القمار يمكن أن يكون خفيفًا أو متوسطًا أو شديدًا، بحسب عدد الأعراض، يتطلب العلاج العادة من الدعم النفسي والاجتماعي، والأدوية في بعض الحالات، والاستراتيجيات السلوكية للتعامل مع الرغبة في القمار.

ونحن نشعر بالأسف لسماع عن المشاكل التي تمر بها الآن، لكن لا تنس أنه لا يوجد أمر لا يمكن حله، وكل مشكلة ولها حل، هنا بعض النصائح التي قد تساعدك:

1. الخطوة الأولى لحل أي مشكلة هي الاعتراف بها، ويبدو أنك قد فعلت ذلك بالفعل، وهذه خطوة هامة جداً.

2. التوبة الصادقة هي الخطوة الثانية، أسأل الله أن يغفر لك وأن يهديك، ﴿إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلࣰا صَـٰلِحࣰا فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّـَٔاتِهِمۡ حَسَنَـٰتࣲۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِيمࣰا﴾ [الفرقان 70].

3. التكلم عن المشكلة مع أشخاص آخرين يمكن أن يكون مفيداً، ربما يمكنك التحدث مع شخص من عائلتك، أو صديق مقرب، أو مستشار، أو إمام المسجد.

4. اطلب المساعدة المهنية، قد يكون من المفيد التحدث مع مستشار أو طبيب نفسي للحصول على الدعم والنصائح، هناك العديد من المراكز التي تقدم الدعم للأشخاص الذين يعانون من مشاكل مع القمار.

5. اعمل على تغيير نمط حياتك، حيث إن العمل على تحسين نمط الحياة اليومي يمكن أن يساعد في تجنب الرغبة في القمار، ابحث عن الأنشطة التي تجعلك سعيداً، وتبعدك عن القمار.

6. حاول أن تكون صبوراً ومصراً على تغيير وضعك الحالي، قد تكون الطريقة صعبة، ولكن بالإصرار والثقة في الله ستنجح -بإذن الله-.

7. تعلم استراتيجيات الإدارة، حيث يمكن أن تساعدك الأدوات والتقنيات، مثل: التأمل والتدريب على الاسترخاء، وتقنيات الإدارة الذاتية في التعامل مع الرغبة في القمار.

8. تجنب البيئات التي تشجع على القمار، حيث إن تجنب الأماكن والأنشطة التي قد تغريك للقمار يمكن أن يساعد في الحد من الإغراء.

تذكر أن الله سبحانه وتعالى لا يُكلف نفساً إلا وسعها، و-بإذن الله- ستتجاوز هذه المرحلة الصعبة.

اللهم ارزقه الصبر والثبات، وفك كربه ويسر أموره، آمين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً