الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي كيفية العلاج من أعراض التوقف عن السيبرالكس؟

السؤال

السلام عليكم.

شكراً لمساعدتكم، وجعله الله في ميزان حسناتكم، وشفيعاً لكم يوم القيامة.

تم تشخيصي بالتوتر منذ 2020 بعد وفاة والدي، وتم وصف دواء السيبرالكس لي في مصر.

بدأت العلاج لمدة سنة بـ 5 ملغ، وزاد لـ 10 ملغ، تحسنت خلال السنة الأولى من العلاج، وقررت بالاتفاق مع الطبيب إيقاف الدواء بالتدريج، ولكن -للأسف- بعد إيقافه ظهرت أعراض انتكاسية، فعاودت تناوله مرة أخرى بعد توقف دام شهرًا ونصفًا فقط.

لقد عدت لدواء السيبرالكس منذ أكتوبر 2021 حتى إبريل 2023، ثم أوقفته بالتدريج، و-الحمد الله- تحسنت جداً، أغلب مشاعر الخوف والقلق اختفت، بقي عارض واحد فقط، وهي هزة تأتيني في الرأس، أو ثقل في الرأس، أو تعكر في المزاج.

لقد بدأت منذ يومين استخدام قرص واحد من المكمل الغذائي 5 HTP 100 ملغ يومياً، وما زال العارض موجوداً، فأرجو أن تفيدوني، كيف أتخلص من هذه الهزة بدون أدوية نفسية مرة أخرى؟ لأن هذه الأدوية زادت وزني، وجعلتني منغلقة، ولا أود العودة للسيبرالكس مرة أخرى، علماً أني الآن أمارس الرياضة، وبدأت في فقدان الوزن، لكن هذه الهزة تحزنني جداً!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

طبعًا التوقف عن الـ (سيبرالكس Cipralex) بتدرُّج يمنع تمامًا حدوث أي أثر انسحاب وتوقّف عن الدواء، والجرعة التي كنت تتناولينها أصلاً جرعة صغيرة، وهي عشرة مليجرامات.

لا أعتقد أنه توجد لديك الآن أعراض انسحاب، هذه الهزّة التي تحسّين بها، وكذلك الثقل وتعكُّر المزاج، أعتقد أنها جزء من الحالة الأصلية التي كنت تعانين منها، ما حدث لك من توتر وعُسر المزاج بعد وفاة الوالد -عليه رحمة الله- أعتقد أنه شيء من الاستعداد لهذه الأعراض القلقية، وكثيرًا ما تتجسّد أعراض القلق في شكل أعراض جسدية، لذا تُسمَّى بـ (الأعراض النفس جسدي) أو (الاضطراب النفسيّ الجسديّ Psychosomatic disorder).

لا داعي أن ترجعي للسيبرالكس، فكل المطلوب منك هو:
- أن تستمري في ممارسة الرياضة.
- أن تطبقي تمارين الاسترخاء، فهي تمارين مفيدة جدًّا، وتمارين التنفس المتدرج، وتمارين شد العضلات وقبضها ستفيدك كثيرًا، ويمكنك للتدرب على هذه التمارين أن ترجعي لاستشارة إسلام ويب التي رقمها (2136015)، كما أنه توجد برامج جيدة جدًّا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.
- أن تُحسني إدارة وقتك.
- أن تتجنّبي السهر.
- أن تهتمي بغذائك.
- أن تصرفي انتباهك تمامًا عن هذه الأعراض.

أرى أنه سيكون من الطيب والجيد والحسن أن أصف لك دواءً بسيطًا جدًّا، هو عقار (ديانكسيت Deanxit)، حبة واحدة في الصباح لمدة شهرٍ، ثم تتوقفين عن تناوله. هذا دواء مضاد للقلق والتوتر، وهو غير تعوّدي، وغير إدماني، وليس له أي آثار انسحاب أو توقّف، أعتقد أنه سوف يُساعدك كثيرًا، وطبعًا لن يُؤدي إلى زيادة في الوزن، وهذه المدة محصورة ومحدودة.

هذا الاقتراح الأخير مجرد أمر إضافي، إن شئت أن تتناولي الدواء، وهذا أعتقد أنه سيساعد في إزالة الأعراض التي تشتكين منها، وإن وددت أن تنتظري، وتستمري على المكمّل الغذائي، وتمارسي الرياضة وتمارين الاسترخاء، هذا أيضًا كله حسن -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً