الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأثرت حياتي كلها بسبب التلعثم، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 25 عاماً، وقصتي بدأت وأنا بعمر 8 سنوات عندما أصبت بالتلعثم، وكنت طبيعياً إلى أن أصبحت بعمر 15 سنة، وبدأت حياتي في الجحيم.

زادت حالتي كثيراً، وتأثرت حياتي كلها، بدءاً من الدراسة إلى العلاقات، إلى العمل، حتى علاقتي مع الله عز وجل.

أنا تقدمت لعدة وظائف، ولكن يلاحظون المشكلة فأُرفَض، حتى وأنا أصلي أتلعثم في قراءة الفاتحة، فأحبط جداً، والله لا أستطيع بكلماتي أن أعبر عن حجم المعاناة.

أصدقائي من هم في عمري طبيعيون جداً، ومتزوجون، وحياتهم جميلة، وأنا حالياً لا عمل ولا أخرج أصلاً من المنزل، والله أنا راضٍ بقضاء الله، ولكن الحياة كلها ضدي، ولا أجد أحداً بجانبي، حتى أهلي.

أجتهد في العبادة، وأدعو الله كثيراً، لكن -سبحان الله- أسوأ شيء أفكر فيه يحدث بالفعل، فتسوء حالتي جداً؛ لدرجة أني مرضت جسدياً، وأريد فقط توجيهكم أو خففوا عني.

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات إسلام ويب.. ونسأل الله تعالى أن يشرح صدرك، ويحل عقدة لسانك.

أولاً: الحمد لله، أنك تشعر بالرضا بقضاء الله وقدره، فأمر المؤمن كله خير، سواء في السراء أو الضراء، إذا شكر وصبر.

ثانياً: التلعثم يعتبر من أمراض الكلام الشائعة، فأنت لست الوحيد الذي يشعر أو يعاني من هذا الاضطراب، فهناك العديد من الشباب الذين يعانون من نفس المشكلة، ولكن لم تتوقف حياتهم؛ فمنهم من سعى وبحث عن العلاج وشفاه الله، ومنهم من توافق مع المشكلة، ولم يكترث لها كثيراً، فخفت حدتها، فما دام كلامك كان طبيعياً حتى سن الثامنة؛ فهذا يعني أن جهازك الكلامي سليم، والأمر متعلق فقط بالقلق والتوتر الذي يصاحبك أثناء الكلام.

إذا زال هذان السببان؛ فمن المتوقع أن يصبح كلامك طبيعياً، فأول خطوة نرشدك بها هي مقابلة المختصين في أمراض الكلام والتخاطب؛ لأن تشخيص الحالة يعتبر الخطوة الأولى في العلاج، كما أن لدى هؤلاء المختصين الوسائل والأجهزة الحديثة، والتي يمكن الاستعانة بها في العملية العلاجية.

ثانياً: حاول تطبيق تمارين التنفس العميق والاسترخاء العضلي، فإن ذلك يخفف من القلق والتوتر.

ثالثاً: التأني وعدم الاستعجال في نطق الكلمات، وتعود على خروج الكلمات واحدة واحدة، وأخذ النفس بين الحين والآخر.

رابعاً: عدم التركيز في المخاطب، أي النظر إلى المخاطب أو الذي تتحدث معه، وأنه سيلاحظ تلعثمك في الكلام فهذا التركيز ربما يزيد من التوتر والقلق.

خامساً: قم بتسجيل صوتك في شكل مقاطع قصيرة، وذلك بقراءة القرآن أو بقراءة نصوص مكتوبة أو سرد قصة معينة تحفظها، وردد ذلك عدة مرات، ولاحظ التغيرات التي تحدث لصوتك في كل مرة.

سادساً: استخدم سماعة أو ما يسمى بـ(الهد فون) واستمع وردد مع القارئ، وأنت تنظر إلى المصحف، وليكن ذلك لمدة ربع ساعة يومياً.

سابعاً: أكثر من دعاء: (ربِ اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي)، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً