الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخر في الكلام وتصرفات غريبة تقوم بها ابنتي، فما تشخيصكم؟

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي مع ابنتي، عمرها الآن 3 سنوات و8 أشهر، ولدت ابنتي قبل فترة كورونا بقليل، فبقيت مدًة طويلًة تقريبًا سنتين في المنزل وشاهدت التلفاز كثيرًا، كانت حتى فترة قريبة لا تستجيب لاسمها إلا بعد مناداتها عدة مرات.

عرضتها على طبيب الأطفال فهي لا تعاني من مشكل في السمع، ثم عرضتها على إخصائية نفسية للأطفال وقالت: إنها تحتاج وقتاً أكبر حتى يتم تقييم حالتها.

الآن تذهب إلى المدرسة، واشتكت منها المدرسة بأنها ربما لا تفهم ما يقولون، ولا تستجيب لما يطلبونه منها، للمعلومة نحن مقيمون حاليًا في فرنسا، أنا منذ سنة تقريبًا، وزوجتي وابنتي التحقوا بي منذ 7 أشهر.

تحسنت حالة ابنتي في التواصل والكلام منذ قدومها، ولكن ما زالت متأخرة كثيرًا عن أقرانها، تأتي لتطلب مني أن ألاعبها، أو عندما تريد أن تطلب حلويات أو أكلة تحبها تأتي إلي أو إلى أمها فتطلبها بصوت خافت.

تعبر عن غضبها برمي الأشياء، والبكاء، والاستلقاء على بطنها في المنزل، نطقها ضعيف جدًا نسبة لعمرها رغم أنه في تحسن، تتحدث مع نفسها طوال الوقت ولكن بكلام غير مفهوم، ولا تسأل أسئلًة مثل من في عمرها.

لا تكاد تجلس، فهي كثيرة الحركة في المنزل، تنفذ ما نطلبه منها، أغلقي بالباب أطفئي الأنوار، اغسلي يديك، هاتي الهاتف من فوق المكتب، تواصلها البصري ضعيف، وتقاوم النوم، كل ما تراه عند الأطفال تريد أن تأخذه حتى وإن كان عندها نفس اللعبة في المنزل.

تقوم بترديد الكلام الذي نقوله لها في كثير من الأحيان، تأكل بشكل جيد وليس لها نوع محدد من الأكل، أرجوا أن تفيدوني في حالة ابنتي.

وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الغني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك – أخي الفاضل – عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، وكل التفاصيل التي وردت في سؤالك هذا.

أخي الفاضل: بعض الأمور التي وردت في سؤالك تكاد تكون طبيعية عند الأطفال في هذا العمر، كأن تُريد ما عند الأطفال بالرغم أن عندها من مثله، وبعض ترديد الكلام، وكونها تُنفّذ ما تطلبونه منها، هذا من جانب.

من جانب آخر هناك بعض الأمور التي يجب أن تنبهنا إلى وجود شيءٍ ما، وهذا الذي دفعك أصلاً إلى استشارة طبيب الأطفال ثم الأخصائية النفسية، ومن ثم سؤالك إلينا.

تأخُّر النطق، وطبيعة الكلام، وعدم الجلوس لفترة طويلة، والميل إلى الحركة: هذه أمور مقلقة تلفت النظر إلى احتمال وجود شيء عند هذه الطفلة حفظها الله تعالى.

ما قمت به من استشارة الأخصائية النفسية أمرٌ طيب، يمكنك أيضًا التحدُّث مع الأخصائية أو المدرسة في الروضة، حيث هي عندهم ساعات عديدة طوال اليوم، ممَّا يكوّن عندهم فكرة جيدة.

في هذه المرحلة أنصحك بالمتابعة مع الأخصائية النفسية، حيث قالت إن الأمر يحتاج لبعض الوقت، أظنُّ أنه يفيد أن تعود إليها مع اكتمال السنة الرابعة من العمر، هناك بعض الفحوصات والاختبارات التي يجب أن تقوم بها لتحديد هل عند هذه الطفلة شيء من الإعاقة الذهنية، وبالتالي هل عندها احتياجات خاصّة، أو هو فرط حركة وضعف الانتباه، أو هو حالة من طيف التوحُّد؟ كل هذه الأمور يجب أن تخطر في ذهننا، فأرجو منك – أخي الفاضل – أن تتابع مع الأخصائية النفسية لتقوم بتحديد بعض الاختبارات في الوقت المناسب.

داعيًا الله تعالى لابنتكم هذه بتمام الصحة، والعافية والراحة البال لكم جميعاً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً