الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأفكار التسلطية تؤرقني لدرجة الإصابة بنوبات هلع!

السؤال

السلام عليكم.

قصتي طويلة نوعًا ما، سأحاول تلخيصها فيما يلي:

كنت إنسانًا عاديًا، لا أعاني من أي شيء، ولكن في أحد أيام سنة 2017 أويت لفراشي، ولم أستطع أن أنام، وأحسست بضيق رهيب في التنفس، مع قلق شديد، فذهبت للطوارئ، وأكدوا لي أنه ليس بي أي شيء، ومنذ ذلك الحين وأنا مريض، فقد تغيرت حياتي 180 درجةً، وأصبحت أتنقل بين الأطباء، إلى أن أعطاني أحد الأطباء دواء lysanxia و scitap، وبقيت أتناولهما لمدة سنة ونصف، إلى أن تحسنت قليلاً، وهكذا تغيرت، وأصبحت مصابًا بالوسواس القهري، والاكتئاب، والقلق الشديد مؤخرًا، وعادت لي الأعراض، مع وسواس قهري للإيذاء، مصحوب بأرق شديد، فأخذت دواء taraxet و athymile، ولكن لم أشعر بتغير كبير، ما عدا الأرق الذي زال، ولكن الأفكار التسلطية، والوسواس القهري يؤرقني، لدرجة الإصابة بنوبات هلع.

أريد أن أشير إلى أنني كنت مدمنًا على العادة السرية والإباحية، لجهلي أنها مضرة، وأحاول الابتعاد عنها بعد أن اكتشفت ضررها مؤخرًا، فهل للإباحية والعادة السرية دور فيما حدث لي؟ وهل وساوس الإيذاء ستختفي مع مرور الوقت؟

علمًا بأني أتابع علاجًا معرفيًا سلوكيًا على اليوتوب، فهل سيشفى المريض بهذه الابتلاءات نهائيًا، وينسى كل هذا، ويعود لحياته الطبيعية؟

فقد أصبحت حياتي كلها متمحورةً حول المرض منذ سنة 2017، بالرغم من أني أحاول أن أعيش حياةً عاديةً؛ حيث أذهب لعملي، وأمارس الرياضة، وأرى أصدقائي، ولكني في قرارة نفسي أعاني من المشاكل، ولا أشعر بالراحة.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر موقعنا، شاكرين لك سؤالك هذا الذي كتبت إلينا.

نعم -أخي الفاضل- من الواضح أن الحالة بدأت عندك سنة 2017 بنوبة هلع، أو نوبة ذعر؛ حيث عندما ذهبت إلى قسم الطوارئ في المستشفى كانت الفحوصات طبيعيةً، وهذا الذي يحصل؛ حيث يشعر الإنسان فجأةً بضيق في التنفس، والقلق، والتوتر، وربما التعرُّق والارتجاف، ويشعر وكأنه على وشك أن يفقد حياته، أو أن يحدث له شيء مخيف، ولكن بعد وصوله إلى المستشفى تكون كل الأمور قد هدأت.

وواضح أيضًا -أخي الفاضل- كما ذكرتَ أنك تعاني من الوسواس القهري، والاكتئاب، والقلق، وهذا ليس غريبًا، وتأتي كل هذه الأمور مع بعضها بهذا الشكل.

والذي أنصح به في هذا الحال أن تعود إلى الطبيب النفسي، وأرجو أن تقتصر على طبيب نفسي واحد؛ لأنه لا ينصح بكثرة الأيادي التي تتدخّل، فالتواصل مع هذا الطبيب النفسي سيؤكد لك التشخيص، ويشرح لك طبيعة هذا التشخيص، ثم يضع لك الخطة العلاجية، والتي منها العلاج الدوائي.

لن أدخل معك في أي دواء، وأترك هذا للطبيب المعالج، ولكن يجب أن نتأكد من أن الدواء هو الدواء المناسب، والجرعة هي الجرعة المناسبة، والتي قد يحتاج الطبيب إلى زيادتها أو إنقاصها، ونتأكد أيضًا من المدة الزمنية قبل أن نحكم على الدواء إن كان فعّالًا أو لا.

أمَّا الجزء الآخر من سؤالك فيما إذا كانت العادة السرية والمواقع الإباحية تُحدث كل هذه المعاناة التي تعاني منها:
لا أعتقد، وإن كانت هي ضارّة، إلَّا أنها لا تُسبب التشخيصات الموجودة عندك، إلَّا أنها بشكل طبيعي ستؤثر على نمط حياتك، ومدى راحتك، وهنا أحمد الله تعالى لك على أنك تبذل جهدًا في الابتعاد عن العادة السرية والمواقع الإباحية، وهذا ما سيجعلك أكثر توازنًا في حياتك، وأسعدني أنك تمارس عملك، وتمارس الرياضة، وتلتقي بأصدقائك، فهذه الأمور أمور طيبة؛ لأن الإنسان بطبيعته مخلوق اجتماعي، وكل هذه الأمور مع الأمور التي ذكرتُها لك، بالإضافة إلى التغذية المتوازنة، وساعات النوم الكافية، كفيلة بأن تُعينك على الخروج ممَّا أنت فيه لتُقبل على الحياة بهمّةٍ ونشاط.

داعيًا الله تعالى لك بتمام الصحة والسلامة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً