الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حائر بين طاعة أمي وبين من أحببتها، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعرفت على فتاة بحكم العمل (محل خدمات زبائن)، أحببتها وصارحتها بحبي وهي أيضًا، المشكلة عندما صارحت والدتي برغبتي في الزواج منها رفضت، وكان رفضها صريحًا بدون سبب، وقالت: إن رغبت في خطبتها لست راضية بهذا الزواج، وأنا مرتبط بأمي كثيرًا، لا أريد مخاصمتها أو رفض أي طلب لها وإزعاجها.

أشعر بأني ظلمت الفتاة، رغم أني أخبرتها برفض والدتي منذ البداية، وقالت: بأنها سامحتني، لكن شعوري بالذنب، وأني ظلمتها يؤرقني.

ماذا أفعل لأجبر خاطرها؟ وما العمل في مثل هذه الحالة؟ أرجو منكم النصح، وجزاكم الله خيرًا، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الواحد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونحيي حرصك على بر الوالدة، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

لا ذنب عليك في هذا الذي حدث، والوضوح مهمّ في مثل هذه الأمور، وإخبار الفتاة في المرحلة الأولى رغم الصدمة هو الخيار الصحيح والصواب، والذي فيه المصلحة، وليس أمامك إلَّا أن تبتعد، لأن العلاقة ينبغي أن يكون لها غطاء شرعي، والبدايات لم تكن بالطريقة الصحيحة، لأن إعلام الأهل من الطرفين هو الخطوة الأولى، وليس بعد تعمُّق العلاقة أو التواصل يأتي الإنسان ليُخبر والديه، أو تُخبر هي أهلها، بل ينبغي في البداية أن يكون المجيء للبيوت من أبوابها.

وعلى كل حال: فبحمد الله وتوفيقه أنتم الآن خرجتم بأقلّ الخسائر، ولذلك أرجو ألَّا تستجيب لوساوس الشيطان الذي يريد أن يُعيد العلاقة، أمَّا الفتاة فسيعوضها الله خيرًا ويُقدّر الله لها الخير، وعليك أن تنتبه، فلا تبدأ علاقات بالطريقة المذكورة، لأن الإنسان لا يدري إمكانية إتمام العلاقة (الزواج) من عدمها، وعندها تحصل الحسرات والآلام كالذي حصل، وهذا الذي حصل رغم مرارته إلَّا أنه الخيار الأخف، وهذا من توفيق الله أن الأمور توقفت من البداية، قبل أن تتعمّق المشاعر أكثر وأكثر، وعندها سيكون الشقاء سبيلاً للطرفين.

لذلك أرجو في المرات القادمة أن تستفيد من هذه التجربة، فلا ترتبط بأي أسرة قبل إشراك الأهل، وقبل السؤال عنها، والسؤال عن أهلها، ومن حقهم أيضًا أن يسألوا عنكم، فالإنسان ما يمضي في العلاقة إلَّا بعد أن يكون لها غطاء شرعي، هذا الغطاء الشرعي بعده لن تكون الندامة، لأن الإنسان يكون قد سأل وهم قد سألوا عنكم؛ ثم بعد ذلك تُبنى العلاقة على أُسس واضحة، وعلى احتمالات كبيرة في إتمام الزيجة.

أمَّا أن يدخل الإنسان في علاقة ثم يُخبر الوالدة فترفض، أو يرفض أهل الفتاة، أو يرفض هذا الطرف أو ذاك، فهذا يُسبّب الإزعاج لكل الأطراف، وهذا أيضًا لا يتوافق مع القواعد الشرعية التي ينبغي أن تُبنى على أساسها البيوت.

نسأل الله أن يُقدّر لك ولها الخير ثم يُرضيكم به.

النصيحة هي أن تتوقّف تمامًا، وتترك الفتاة وشأنها، وبعد ذلك تجتهد في البحث على أسس صحيحة، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً